الحمد لله على قضائه وقدره..
فجعت الأسرة الكشفية في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء الموافق 3 يناير 2023 بنبأ فقد الرائد الكشفي هادي بالقاسم حسن الفقيه القوزي عن عمر يناهز الخامسة والسبعين بعد معاناة طويلة مع المرض ، والذي بفقده تكون الكشافة السعودية قد فقدت واحداً من أبرز القيادات الكشفية التربوية العاشقة للعمل التطوعي وخدمة الآخرين، الذين يتصفون بنقاء السيرة والسريرة، وطيبة القلب، ولا يحملون كراهة ولا حقداً على أحد ولا يتأًتى منهم الأذى ولا الإيذاء مهما قل أو صغر، فقد كان من القيادات الكشفية الفضلاء الذين عرفتهم من أصحاب الفضل والنبل والأخلاق الحميدة.
عرفته صاحب قلب طيب، محباً للخير، مبادراً لكل عمل نبيل، مخلصاً للكشفية، مؤمناً بقوانينها ومبادئها، مقبلاً على الحياة غير ناس لدار البقاء، يبذل الحب والخير للناس كل الناس، صاحب صلاة خاشعة، ولسان دائماً رطب بذكر الله حتى أنك تغبطه على ذلك العمل، كان من القيادات الكشفية ذات الشخصية التي تعمل بصمت ولم تكن تسعى إلى الأضواء، من الشخصيات التي عرفتها تتميز بإهداء العيوب من غير تجريح، حريص على تقويم الأخطاء من غير تقليل لقيمة المخطئ.
لقد كان أخينا هادي – رفع الله منزلته في الجنة- مثالاً وقدوة في العمل التطوعي، حتى انه وهو في سن متقدمة من العمر يشارك كل عام متطوعاً في معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، الأمر الذي دعا الجمعية إلى منحه “الوسام الكشفي الفضي” الذي يمنح عادة لمن يشارك عدة سنوات متطوعاً في تلك المعسكرات واستطاع أن يقدم خدماته جليلة في تلك المشاركة، وقد تسلم ذلك الوسام حينها من صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة – آنذاك – في الحفل الوطني الاول للتكريم الكشفي الذي أقيم يوم الأربعاء الموافق 22 نوفمبر 2005م.
رحمك الله أيها الرائد الكشفي الأمين في قولك وعملك ومسلكك بواسع رحمته ورضوانه، واسكنك فسيح جناته، وألهمنا واهلك الصبر والسلوان.. فالعين تدمع والقلب يحزن وإنا على فراقك أيها النبيل لمحزونون، إنا لله وإنا إليه راجعون، وختاماً أسأله سبحانه وتعالى أن يجعلك ممن قال فيهم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
مبارك بن عوض الدوسري