لا جديد في حياتي.. 

بقلم : حسين بن سعيد الحسنية

‏h_alhasaneih@

سألني أحد الأصدقاء بقوله: ما جديدك في الحياة؟ فقلتُ له: لا جديد في حياتي، فقال مستغرباً: معقولة، لا جديد في حياتك؟! فكررتُ له الإجابة قائلاً: نعم، لا جديد في حياتي.

افترقتُ عنه، وجعلتُ أفكّر، لماذا سألني هذا السؤال بالذات؟ ولماذا كانت إجابتي تلك الإجابة؟ ولماذا كرّر ذلك السؤال عليّ مستغرباً؟ ولماذا كررتُ أنا نفس الإجابة، والتي مضمونها باختصار، لا جديد في حياتي.

وفي تلك اللحظات.. عرفتُ قيمة السؤال، وتألمتُ من إجابتي عليه بتلك الإجابة.

وبدأتُ أسأل نفسي مجدّداً،

هل فعلاً أنّه لا جديد في حياتي؟

ما قيمة إيماني بالتغيير نحو الأفضل وأنا لا جديد في حياتي؟

أين تدبّري لقول الشارع الحكيم: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، وقول الرسول الكريم عليه من ربه أفضل صلاة وأزكى تسليم “جددّوا إيمانكم” وقوله: “إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ ، فاسأَلوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم” وأنا لا جديد في حياتي؟

لماذا أرى الأقران والأصدقاء كل في مجاله يجدّدون من أحوالهم وعلاقاتهم وبيئاتهم وأنا لا جديد في حياتي؟

أين الشغف الذي كان يحملني من ميدان تنافس إلى آخر، ومن منبر علم إلى ماهو أعلى منه منذ سنوات عدّة، أما اليوم فلا جديد في حياتي؟

إلى متى وأنا أجيب على كل من سألني عن جديدي في الحياة بأنه لا جديد في حياتي؟

لقد أيقظني صديقي من سُبات بهذا السؤال الذي استفزّني به، وحرّك كوامن كثيرة في نفسي، وجعلني أعود إلى ذاتي مردّداً آهات الندم على ما فاتني من أوقات عظيمة لو كنتُ استثمرتها الاستثمار الأمثل لتغيّرت أمور كثيرة في حياتي نحو الأفضل وصلُحت قضايا لا زلت أنتظر صلاحها، ودفعني سؤال صديقي أيضاً نحو اتخاذ قرار المُضي نحو الأمام مهما كانت الأسباب والظروف، وأن أُزيل جملة لا جديد في حياتي من قاموس مفردات حياتي إلى الأبد، وأرجو أن أوفق في ذلك.