الروح/ صفية باسودان – جازان
استيقظتُ صباحًا على توقيت غير توقيت عادتي ومع هذا دخلت في روتيني. توضأت وصليت، استغفرت وناجيت رب البيت، ومن ثم صنعت قهوتي، حملت الدلة ووضعتها بصحبة الفنجان على الطاولة وبعد أن خفّت الحرارة سكبتها ببطء فيه، مستمتعة بخريرها ومخدرة برائحة الهيل التي ملأت رئتيّ قبل أن تملأ الغرفة.
في العادة، أتوق إلى كل يوم جديد، أفتح عيني قبل طلوع الفجر بساعة أو اثنتين، أدق بابه، وبعد شروقه أشرع في صناعة جمل أي موضوع تطرقت أو سأتطرق إليه. أسرعتُ في تشغيل حاسوبي وتركته يدور حول البرامج التي أثقلته، تحسست مخطوطتي، فتحتها وتوقفت حيثما توقفت سابقًا.
[سعيت (أم قناعة) مباشرة إليه، فقام بشرح موقفه لها، قالت له:
– فهمت.. ولقد اتفقنا أن تتوقف عن هذا الأسلوب وتأتي في الإجازة لخطبتها، يوم الخميس، ما رأيك هل هو يومًا مناسبًا لك؟
سكت الاثنان وتكلم صوت الفرح القادم من أعماقه.
قال لها: نعم.. نعم.. إنه مناسبًا جدًا.. شكرًا لكِ لقد حصلت على ما أتمنى وأريد].
وبينما كنتُ أقرأ، اشتغل الجهاز بعد أن طاف وسعى بين زحمة التطبيقات النافعة المفعلة والجامدة والتي حُملت عليه كعمالة وافدة في غير تخصصها وملفات مؤقتة نزلت عليه كضيفات ينتظرن الحذف حتى يتسنى لهن العودة تمديدًا وتجديدًا.
ارتشفت قهوتي قبل أن تبرد ومن ثم فتحت برنامجي التحريري المغلق، حررته مما هو فيه كي أحرر ما أنا فيه وأطبع عليه بصمتي الروائية الخاصة.