سأقولُ أنتِ قصيدتي
سأقولُ أنتِ حبيبتي
سأقول ُكُنتِ
و رُبما قصدي أنا
شخصانِ كُنا سابقًا
فاسّتنسخَ الاثنانِ
شخصًا مُفردا
أرواحُنا فُلٌ ونسرينٌ بدتْ
أنظر إلى
الأرواحِ كيف تجملتْ
نبتتْ
بأرضٍ زهرُها صار المدى
تلِكَ البداية لم
يُكنْ إنسانها
نَغماً لصوتِ الناي إذ فاق الصدى
هو آخرٌ
وله التقدمُ أولًا
كم آخرٍ قد كانَ عِشقاً أولا
ذاتي وذاتك
صفحتان لأحرفي
هذاكِ أنتِ هُناكَ
أم هذا الأنا؟
ظلانِ
في المأساة أيهما أنا؟
حيناً نُسمي العشقَ
فخَ غوايةٍ
والشِعرُ مصباحٌ
تَزينَ عسجدا
والليلُ
يسترِقُ الظلامَ ليثأرا
وأنا أغوصُ
إلى الأمامِ القهقرى
والعينُ
تكتحِلُ
السرابَ لكي ترى
والويلُ
في عُمقِ الطريقِ تعربدا
يعوي
ويزأرُ هازئًا مُتبخترا
ما اغبرَّ
وجهُ النفسِ عندَ شرودِها
ملهوفةٍ فالدربُ زادَ تغيرا
ذبلت زهورُ الوردِ
حتى قد ذوى عُمري
الذي أضحى يئنُ مُكبلا
في ليلةٍ سوداء
إذ ناديتُها
روحي
تصيحُ وكلُ أحلامي سُدى
يومًا سترجِعُ فرحتي
وسأقتفي حُلماً قديمًا
كانَ يوما مُزهرا
أمشي
كطفلٍ في الحديقةٍ لاهيًا
وبمائِها
أسقي حنيناً أخضرا
تتجمعُ الأطيافُ
حولَ صبابتي
وأفكُ قيدَ الآهِ مِنْ حرفٍ جرى
ما أجملَ
الأحلامَ وهي وليدةٌ
تجتاحُني حينًا وتسحبُني ورى
سأعيشُ
في ألقِ القصيدةِ عاشِقاً
لولا الغرامُ لما تجلتْ للورى
أحيا ولا أحيا
وخلفَ قصيدتي
حرفٌ مِنْ الآهاتِ في روحي سرى
تستحضِرُ الأيامُ
بعضَ قصيدتي
وتجولُ في طياتها بعضُ الرؤى
بالعشقِ
هاجت للهوى أشواقهُ
وهواكَ بالريحِ الذكي مُعطرا
رِفقاً فحقكِ أن أموت وأُعذرا
ولكمْ مللتُ
من الغرامِ وفعلهِ
يومًا أُباعُ وبعد ذلِكَ أُشترى
لكنني أيقنتُ أن قصيدتي
لابُدَ حتمًا أن تعيشَ وتكبُرا
عِشقاً لوردِ الروضِ
إذ صارَ الهوى
فنظمتُ من حرفِ القصيدِ
خريدةً
نبضَ الفؤادُ وبثَ ما فيها نضا
فالشوقُ نهرٌ
والوفاءُ غريزةٌ
والعشقُ
في طُرقِ البداية قد أضا
د.علي بن مفرح الشعواني .
أبيات جميلة جداً يا دكتور