تضاعف الحنين
اقتادني إليها
عنوة بعد حين
وحيداً متوجساً
تائها حائراً
كالغريب
بدت مختلفة
بدت أجمل
حُسنها يُغري الفضول
جسدها فارع معسول
جدائلها بين كل الثغور
مفعمة بالروح
مكتسية بالزهور
عبقها من أرق العطور
حيوية كفريق الخطور
شريط من الذكريات
يلوح في مخيلتي
كنت شاهداً
على زواياها
عدة عقود
أصبحت مندهشاً
أصابني كنز ذهول
وشعرت أنني معزول
ما لبثت أن عانقتني
بحرارة وتشبث كالغريق
عصفت الأشواق
وانهمرت الدموع
وفي غمرة زهو
وفخر محمود
سألتها
تبدين فاتنة
مبهجة
متألقة
حتى أنني خلت
ألّا تعرفينني
فألصق بك العقوق والغرور
ردت بجرأة لعوب
مذ خطبني الفارس الجسور
أمسيت كل ليلة عروس
تعلمت الاغواء
وقراءة ما بين السطور
أدخل البهجة في النفوس
استقطب صُنَّاع المال
وعشاق الحضارة والسرور
لا أنام ولا أريد أن أنام
كل يوم جهود وإلهام
فكر وعمل وبناء
تحفيز ومتابعة واسهام
إصرار بعد إصرار
تتحقق آمال تتجدد أحلام
ما أن ينتهي مرام
حتى تتفتح طقوس وأركان
قلت
تستحقين الاهتمام
يا مخزن العطاء والنماء
فقد تفجر حظك وحقك
مع أمير فذ همام
وعد فأوفى ودعم فأجزى
أزاح عنك الغربة والركام
ألهب الحماس وفجّر الالهام
قاتل من أجلك في كل مكان
أقام صروح يشهد بها الزمان
بالمحبة والأمان تزدهر الأوطان
فأصبحت نجمة على كل لسان
هي جازان
العلم والأدب والإنسان
من طاقة شامها إلى روابي اليمان
من بُن جبالها إلى حريد فرسان
الفل والكادي والريحان
السمسم والذرة وفواكه البستان
وهو فارس النماء
القائد الشهم الإنسان
صاحب السمو الملكي
الأمير محمد بن ناصر
الذي يُشار إليه بالبنان
قدوة الإخلاص والعمل البنّاء
قائماً في كل الزوايا والأنحاء
يستحق تخليداً بحجم البناء
وعرفاناً بجميل الجد والعطاء
وتقديراً بسعة الأرض والسماء
بقلم جبريل معبر – شعبان 1444هـ
