مقالات مجد الوطن

الشخصية النمامة 

الشخصية النمامة

 

الغيبة و النميمة من الآفات من

التي تفتت المجتمع .

 

الغيبة تعني ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بما يكره من الصفات الموجودة فيه

و نقل الأحاديث التي يكره أصحابها نشرها من شخص لأخر للتنكيل بقائلها

و الإيقاع به .

 

لماذا تمارس هذه الشخصيات سلوك النميمة و الغيبة و تصر عليه و ترتاح ؟

 

لأن هذه الشخصيات تعاني ضعف

و فشل داخلي ، تختلق أوهام و تظن أنها الأذكى و الأقدر على تحريك المجتمع نحو الأفضل .

 

يخلط المسلمون أحيانا ما بين الغيبة والنميمة ويظنون أنهما واحد والحقيقة أن بين الغيبة والنميمة فرقا جوهريا إذ لكل من اللفظين معنى مختلف عن الآخر وإن اشتركا في أنهما من آفات اللسان .

الغيبة :

ذكر الإنسان في غيبته بما يكره.

النميمة :

نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد .

 

الغيبة والنميمة هي ان تقول علي اخيك ما هو فيه وليس فيه من عيوب وما يخصه من أمور وهو غير موجود .

 

وقد حرم الله الغيبة والنميمة و أنهانا رسول الله عنها ” أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ”

 

على الإنسان التوبة إلي الله من هذا الذنب العظيم و أن يحرص على الإقلاع عن الغيبة والنميمة مع الندم علي ما فات . وعليه أن يتحلل ممن اغتابه إن كان يستطيع و إلا فعليه أن يستغفر لهم. ا

 

الشخصية النمامة شخصية اجتماعية

و قد تتخذها صديقاً أو حبيباً فقد يأكل و يشرب و يضحك معك و تهتم بالتفاصيل و لا تغض البصر أبداً و تقدم المساعدة للآخرين و إذا مرضت أنت فإنه سيهرع إليك و يسألك عن صحتك

و سيجلب معه كل ما تحتاجه و يدعي أنه محب لك، و يا للمفارقة لا يتوقف عن عرض المساعدة و إذا اعتذرت له لسبب من الأسباب حتى لو كان وجيهاً فإنه سيفقد أعصابه،و قد يحقد عليك لأنه يشعر بالراحة النفسية الداخلية عند نقل الكلام الذي يوقع بينك و بين الناس .

 

و إذا حاولت الدفاع عن شخص

سيغضب غضباً شديداً و سيطلب منك التزام الصمت لأنه يعرف أكثر منك ، و لأنك طيب و ساذج و لا تعرف عن الذئاب بهذا العالم الذين يدرك حقيقتهم بمجرد النظر إليهم

و ستجده أول من يزور ذلك الشخص الذي لا يرتاح له أثناء مرضه مما سيثير حيرتك ؟

 

على العموم الشخصية المستغيبة أو النمامة من الشخصيات الصعبة التي لا علاج لها، تثني عليك و تبالغ في الإطراء و الثناء فقط أدر وجهك عنها قليلًا ينقلب كل ذلك لذم و ذكر قبائح ليست فيك ، لا تستغرب ذلك لأن هذه الشخصية تجد توازنها النفسي في سلوك الغيبة

و النميمة ، تركز دائماً على السلبيات في الآحرين ، علاقاتها سطحية و غير مستقرة و تستهلك طاقتها في تتبع أحبار الآخرين .

 

هي شخصية صعب التعامل معها

و أفضل الطرق معها عدم إعطائها تفاصيل و الاحتفاظ بخصوصيتك في شؤونك و تعلم عدم نشر أسرارك

و تفاصيل حياتك .

 

المهم لا تنتقده و لا يقبل أيضاً انتقاد شخص يحبه أو فرداً من أفراد أسرته فهو لن يتسامح معك مطلقا فقد يكون رد فعله عدواني يجعلك تستغرب من هؤلاء البشر و تتعجب منهم فهم يدعون البراءة و يمارسون النفاق ببراعة .

 

كما هو معروف من يتكلم أمامك عن غيرك … سيتكلم أمام غيرك عنك .

 

صاحب الشخصية المستغيبة يشعر بالنقص و يكثر من مدح نفسه و يذكر انجازاته لأنه يشعر بالرضا حال مدحه الناس و لا يتردد في أذية كل من يراه متفوقاً عليه و هو يشعر بالحنق و الحقد ممن يظن أنهم أفضل منه .

 

الشخصية النمامة أو المستغيبة تحب الإكثار من التحليلات و قد يكون الأمر مغاير للحقيقة .لذلك يجب علينا الحذر من هؤلاء الأشخاص ، و أن لا نغتاب معهم احداً سواء كنا نعرف الشخص أو لا نعرفه أو حتى لو كنا نتحدث عن شئ موجود في هذا الشخص .

 

قال ﷺ : “لا يدخل الجنة قتّات” !!

القتّات: النمام الذي ينقل الكلام بين الناس بنية إفساد العلاقات !

نسأل الله الهداية ….

 

علينا التوعية و التثقيف في شأن هذا السلوك الهادم للعلاقات الإنسانية لأن النمام يختار ما ينقله الذي يثير المشاكل و يرفض أن تدان تصرفاته ، و عندما يفشل فيما يريدوه لا ترى على وجهه أثار للضحك ، و أما إذا نجح ترى تلك الابتسامات العريضة و الفرحة الغامرة .

 

في النهاية كيف أحمي نفسي من هذه الشخصية ؟

الأمر بسيط ، ابتعد عنها ، و في حال قربها منك لا تكثر الكلام و حاسب على الألفاظ التي تحمل أكثر من معنى .

 

 

الكاتبة : ندى فنري

مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى