الروح/ صفية باسودان
لماذا تسأل؟!
فهذه الروح لا تعني لك شيئاً.
ان ظلت وان ماتت !
ان ظلت لن تكون لك أجزم بذلك، وان ماتت فخلفها حتماً ستموت !
لا تبحث عني فأنا سراب لا يروي إلا خيالاً بنى قصوراً من العشق فوق قمة جبل الحب الواهنة كذباً، ولا تعبث في كلماتي فما هي إلا تنهدات وتأوهات قلوب أخرى .
ولا تحدث الغير عن قلبي الكبير، ولا عن الطيبة الفريدة التي يحملها، ولا عن المثالية كما يقال التي انقرضت في محمية إنسانية ميتة، ولا ترسمه امامك ملاكا وامامهم شيطانا رجيما !
اعلم بان ذلك القلب لم تتسع رقعته حباً كما تظن، بل انها جروح الظلم كأني بها “حراثة ” يمتلكها بعض البشر الذين لا يفقهون معنى لأسمائهم التي وهبهم الله إياها.
” حراثة ” عملها الأصلي تهيئة الأرض لإنبات بذور الأمس حتى تصبح باسقات اليوم، وشامخات عنفوان الغد، و لكنها استبدلت عملها بتمزيق جسد تلك الأرض وتعريتها حد التشويه بيد ان المقابر أرحم منها !!
لا تحبني لأنني الحب، فكيف تحب الحب ؟!
لا تنقب عني في ذلك القلب العليل المترامي ولا تقل بأنه منجم الماس ..لا .. بل هو كحصى جرفتها تيارات الحياة الجائرة بين زوايا الاضلاع الهشة، ولا تعتقد بأنك وقعت على نفطٍ دفن في قاعه، فما تلك إلا دماء الجروح المتجلطة .
لا تحبني لأنني الحب الذي تفتش عنه وتريده !!
الحب الميت قبل وصوله، والميت الحي بعد حضوره …لا تحبه
لا
لا
لا
و لا تزعم انه يحبك؛ لأنه يحبك، فأنا الحب !!