على مر السنوات التي عملت فيها بالإعلام الكشفي السعودي “تحديداً” صادفت وعملت مع الكثير من الزملاء في مختلف المناسبات الكشفية، ولا أبوح بسراً إذا قلت إنني استفدت من الكثيرين الذين عملتم معهم خاصة في المناسبات التي تكون فترة العمل فيها طويلة مثل موسم الحج الذي كنا في السابق نعمل فيه حوالي 20 يوماً متصلة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومن الذين عملتم معهم الإعلامي بصحيفة اليوم في مكتب منطقة حائل صالح بن محمد المشهور، الذي كان صاحب شخصية ناضجة ومهنية بدرجة كبيرة، ويتمتع بكفاءة عالية ، ويمتلك الأدوات المطلوبة التي يجب أن تتوفر في الإعلامي الكشفي التي من خلالها يكون أكثر تأثيراً وفاعلية ، حيث يدعم الجهود في تعزيز الصورة الكشفية وصولاً إلى تنمية العضوية التي نريدها، من خلال حسه الصحفي وقدرته على كتابة التحقيقات والتقارير الصحفية ، وقدرته العالية على رصد الخبر وتقييمه، واختيار الوقت المناسب لنشره، والثقافة الكشفية الواسعة، والمهنية والموضوعية، والذكاء والمرونة، وحرصه اشد الحرص على أن لا مهنية بدون الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة ، التي يرى أن لها خصوصية تختلف عن بقية المهن الأخرى باعتبارها تخاطب عقولاً مختلفة مستوياتها، كما كان يرى ويرشد المستجدين العاملين معنا خاصة من مرحلة الجوالة “كشافة التعليم العالي” أن العمل الصحفي وفي الحج بالذات يتطلب السرعة وذلك باختيار وانتقاء وصياغة ونشر الأخبار بالسرعة التي لا تخل بالمصداقية، مع الحرص أشد الحرص على الدقة في الحصول على المعلومات والتأكد من صحتها ، وأن تكون صاحب مهارات في التواصل مع الآخرين سواء في معسكرات الخدمة العامة أو اية مناسبة كشفية أو في وسائل الاعلام المختلفة، كما كان يؤكد لهم أهمية عامل الثقة بالنفس للصحفي الناجح، وكذا الثقافة الكشفية الواسعة إذ كان يرى أن الذي لا يمتلك الثقافة الكشفية ، سيفشل حتماً في تحقيق النجاح في هذا المجال.
مبارك بن عوض الدوسري