عندما أكتب خاطرة.. الاستفادة من الاجازة
هذه خاطرة كتبتها وانا في الطائرة المتجهة من جازان إلى جدة..
جلست في مقصورة رجال الأعمال، ولست منهم! وانما ألجئت اليها رغما عني لظروف الحجوزات!
جلست على مقعد بجوار الممر، وكما يعرف الجميع ممن يسافرون طيرانا ان الانظمة تقتضي وضع الهاتف النقال(الجوال) على الطيران!
وضعت هاتفي النقال على الطيران تنفيذا واحتراما لتلك الانظمة، وأبقيته في يدي اقلبه، لأنه غير متصل بالعالم الخارجي!
جلست مع نفسي لأني متصل بها! فجاءتني خاطرة: ماذا اكتب؟
فعلا هذا الوقت الطويل ماذا نستفيد منه، وماذا نعمل فيه؟
نظرت إلى هاتفي، وفتحت المفكرة لأكتب خاطرة..
والتفت عن يميني وعن يساري، فلا أرى الا نائما، او شخصا يقلب في هاتفه!
أو أخر سارح البال!، وكل له همومه وأشغاله التي يفكر بها.
فرأيت ان كل انسان له تفكيره الخاص، واهتماماته المتنوعة، لكن الذي نتفق، ونجمع عليه هو: اننا نملُّ إذا لم نشغل هذا الوقت بأي شيء، فالوقت ثمين، وقيمته في استغلاله، وكيف نستثمره؟
فرجال الأعمال يعرفون قيمة هذا الوقت لديهم، لأنهم يعرفون معنى الربح والخسارة، فالخسارة مريرة جدا، ولا أحد يقبلها، او يريد أن تتعرض له!
فنجدهم يحرصون على كل ثانية تسنح لهم ان يستثمروها؛ لأنها تكسب ذهبا!
فكيف إذا كان هذا الوقت هو: عمرك الذي تذهب فيه انفاسك، وتتسارع فيه نبضات قلبك، وتذهب فيه كل سنين حياتك؛ من اجل ان تحقق فيه عالي الدرجات، وأرقى المناصب؟
فهو رأس مالك الحقيقي، فكم رأينا من يعقد الصفقات وهو جالس على طاولة يكسب منها ملايين الريالات، وآخر يكسب تجارة أو مشروعات لمجرد مكالمة هاتفية، وثالث يدخل وسيطا بلا عمل بين الناس يقنعهم بجدية هذه البضاعة، أو المنتج يكسب من خلالها المال الوفير..
وفي خلال هذه الأيام وغيرها، يتمتع الطلاب والمعلمون بإجازاتهم، وهي جزء من الوقت الذي يقضيه الطلاب والمعلمون خارج أوقات الدراسة، فكيف يستثمروها الاستثمار الأمثل فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة خلال الأيام التي سيقضونها بلا عمل!
فالطالب يعيش فراغا طويلا، وعلى الأباء أن يرشدوا أبناءهم ويعلموهم أهمية الاستفادة من الوقت، والتخطيط لمثل هذه الاجازات، فرأس مال الأباء هم الأبناء، كما هم رأس مال الوطن، فكيف يستثمرون أوقاتهم حتى يعود عليهم، وعلى الوطن بمكاسب، وإنتاجية تعود عليهم إيجابيا حاضرا ومستقبلا..
ويجب على المدارس أن تهيئ، وتعد الطلاب وتدربهم على كيفية الاستفادة واستغلال الفراغ من خلال الدورات التي تقام، والأنشطة المناسبة لهم.
أما المعلمون فهم عليهم المعول، وهم الركن الركين في الاستفادة من هذه الاجازات لصالحهم، ولصالح أسرهم، فهم في الأول والأخير أباء، ولهم أسر تحتاج منهم استغلال هذه الاجازة بعد فصل دراسي مضني؛ بمتابعتهم لأبنائهم، فمكافأة لهم يستحسن الترويح عليهم حسب الإمكانيات المتاحة، والأوقات الملائمة لهم، والتي فها نوع من التغيير، والتجديد حسب ما يناسب العائلة والأسر..
ولا يأتي هذا الا بالتخطيط المسبق؛ الذي لا يجهل فائدته وأهميته منا أحد!
بقلم :
أسعد عبده واصلي