يشعر بوخز في قلبه …الم شديد …استلقى على الكرسي وتذكر صوت الطبيب ..القلب سليم ….تنهد عميقا …نعم سليم
لكنها لازالت في قلبه يشعر برفسات اقدامها فيه.. كلماتها القاسية تمزق نياط قلبه ….اريد رجلا ثريا ….
استدار قليلا للنافذة وقال ما كنت اعرف ان الهوى قاتلي …كيف يتحول الحنين الى بحار من دموع ،وغصة تشق الضلوع …..وكيف يصير الحب دربا موجعا …
أريد رجلا ثريا …..
مسح دموعه المنسابة كشلال….. عشقتها منذ ان وقعت عليها عيناي وقابلت روحي روحها…..انها لي وجزء مني ….
ولكن عقله يأمر قلبه بأن ينساها دون تفكير ،ويخرجها من دائرة مساعرة دون عودة …..
وكلما حاول النسيان وهمت بالخروج …طرقت الباب واستوطنت قلبه من جديد
هل القلب يكره من أحب يوماا….تبا كل النساء كاذبات خائنات ..كلهن يحببن الثراء..لاقيمة للحب عندهن ….لكنها قالت انها تحبني …..
لا أحد يعرف كمية التلاعب عندهن …ولا الكلمات الغبية الكاذبة التي تنفوه بها المراة في حالة الحب في مرحلة البداية.
كل البدايات جميلة ….تبا ….وضرب بقبضة يده المكتب مغتاضا ….آه لو انا لها ..اه لو انا لها ..اه لو تكن لي
كانت النافذة مفتوحة والهواء يعبث ببقايا الاوراق ..تطايرت ورقة كانت .رسمت قلب واسمه ذات مساء …….احتفظ بها كذكرة …وهاهي الأن تتعمد الظهور لإثارة ذاك الحنين المؤلم .
تبا كم كانت…. تعبث بمشاعري….
رن جرس الهاتف .رفع السماعة متلهفا ….سيدي سيدة الاعمال السيدة منى الهاشمي تريد مقابلتك …لا استطيع مقابلتها لان
…دعيها تنتظر ..تقول انها مستعجلة في امر مهم .
دخلت ..نظر اليها حدق عينيه …..منى …..منى …
قالت في سرها ليت ﺎلزمن يرجع وليت الايام تعود
ما كانت ﺎلذكريإت تعذب ا صحا بها…
مرحبا مهندس احمد …نعم منى ….كان الأمر أشبه بحلم …
ليس أول مرة يحزن لكن اول مرة ينطفئ بهذا الشكل ..سرح طويلا ….
كا نت كل مرة تضحك فيها له تصغر عيناها الجميلتان ..وتظهر غمازتها ويتسع قلبه للحياة ….كانت الامل والسند… كانت تقاسمه فطيرة الجبن ….تذكر ايام تخرجه من الجامعة وبحثه عن العمل ….كانت امرأة منسوجة مِن لطف و لين..الوحيدة القادرة على اضحاكه ..
ضحكاتها تعييد للعالم طفولته،وللقلب برأته…كانت ابتسامتها تخيط كل الثقوب التي يتسلل منها التعب والالم .
تذكر كم ظلمها حينا تركها تبكي بحرقة وقال لها ساتزوج ارملة صاحب شركة تصدير واستيراد …لم تشفع دموعها ولا فطيرة الجبن ….مازال الهواء يعبث ببقايا الاوراق وخصلات شعرها …تذكر يوم ترك دموعها منسكبة لم ير حم ضعفها وانهيارها ..وغادر المكان دون رجعة …..تزوجت منى بعدها بسنتين بشاب مغترب غني وانجبت منه ثلاث اولاد وقد توفى في حادث اليم منذ ثلاث سنوات …..وترك لها ارث كبير …ومسكت تسيير المؤ سسة بعد وفاته.
وهكذا.. أضيف الصباح الجد يد حزنا جديدا ..تبا للالم ..
قدمت له الاوراق تريد شراء مصنع الاسمنت بعد افلاسه
عرف من الاوراق انها تزوجت وانها ترملت
….. قال تبا تزوجت منى برجل ثري احبها ..وتزوجت انا بارملة مدير الشركة ولم احبها ….
توفت بسكتة قلبية بعدما افلست الشركة لم يحزن احمد عليها ….ولم يعير اهتماما لوفاتها والكل لاحظ ذلك .
منى حزنت كثيرا لاجل زوجها ….وواصلت العمل بكل اخلاص ، دوما كانت وفية ،وهاهي الان سيدة اعمال راقية .
تسائل احمد ..هل مشاعر الحب تتحول إلى كراهية؟ لا
لكن منى تغيرت …. أبدا،يمكن لا اعتقد …
لكني بحجم ذاك الحب خذلتها …. فيبكي الإنسان ألما في حالة الخذلان، و يغدو موطن هذا الحب جرح غائر من الشجن في القلب وغصة ..اه كم ظلمتها من اجل المال ….لماذا لم تحبني سارة مثل منى ….ليتها كانت مثلها وانا في هذا التوقيت ….تذكر حين قالت له منى الاحساس بالامان اهم من إحساس الحب والمال…بالف مرة ..كان يستهزئ بمشاعرها وفلسفتها في الحياة ،لم يكن يعلم انذاك ان اي شخص على وجه الارض قادر على منحك الحب ،ولكن نادرا ان تلاقي شخصا يحسسك بالامان ،ويجعل كل شئ داخلك مطمئن ،بارد سلسل بدون خوف وقلق او ترقب
خيم صمت كئيب بينهما ..كان صراعا كبيرا بين عقله وقلبه عقله يحثه على نسيانها وتركها تتزوج الثري …ليرفع القلب يده قائلا تمسك لها اقنعها ان الحب اقوى من المال …يرد العقل انت مجنون .
رن الهاتف ليحطم الصمت ..رد بسرعة نعم..مهندس احمد ادعوك لحفل زفافي يوم الخميس القادم …مبروك ساحضر بكل تأكيد ..
سمع من الموظفات ان سارة التي كانت تتربص هنا سستزوج صهره الثري ذو الستين سنة .
قال كانت من البداية تبحث عن رجل ثري يحبها وتحبه ولكنها أدركت في وقت متأخر أن هاتين الامنيتين لا تجتمع إلا نادرا فقالت تبا للحب أريد ثريا .
…..قال حتى انا يوما احببت المال وخسرت الامان، كانت بدايتي خاطئة هنا وجب التصحيح .
بقلم د.فتيحة بن كتيلة ،الجزائر