الروح/ صفية باسودان
لااااااااااااااااااااااا!!
لوحت بيدها تستجدي فيه إنسانيته المعدمة، كي يخلي سبيلها ويتركها، فهي لم تقترف ذنبًا في حقه، ولكن لا حياة لمن شيعها!
في كل مرة يأتي فيها كالمجنون حاملاً معوله كالذي يريد ان يحرث بيداء مقفرة ويحي تربتها وهي رميم!
كل ضربة من ذلك المعول على جمجمتها الصغيرة توقظ فيها احداث الأمس، وكيفية سبل اللقاء.
لم تكن تنتظر جزاء حبها له القتل أو حتى الشروع فيه بشعار: “أميتكِ لكنك حية”!!
انقشعت كتلة كثيفة من ظلام الغدر الحالك، وسطع نور ضئيل من بقايا أمل متهالك؛ لعله يتذكر انه إنسان ضعيف وهالك.
لاحت الأيام الخوالي تستعرض بحبور وبهجة طفولتها الجميلة، وتوقفت فجأة كالذي أصابه الهرم حين وجدت نبضات قلبها تتوجع في همهمات خافتة: ماذا فعلت لكل هذا؟!
قلبت ذلك السؤال الهش بين جنباتها، فعثرت على قلب حبيبها الذي يخلو من كيانها، لم تعد مستقره ومتاعه، بل لم تكن كذلك فعلاً.
لقد كان يدخر مشاعره لأخرى، كادت بعنجهيتها وأنانيتها ان تحطمه، لم تكن تعلم بأمرهما مثقال ذرة، بيد ان إحساسها العميق به حرك فيها نزعة الأمومة، فهي تداعبه كطفل، وتحبه كزوج، وتسقط مطمئنة بين أحضانه كأب، تحبه.. تحبه وهو للغير محب .
عند ذلك جثم الجرح على صدرها، ممزق القلب، حول جسدها إلى كومة تراب.
صرخت: لاااااااااااااااااااااااا .. لااااااااااااااااااااااا.. لم يسمع صدى صوتها إلا ذاتها المدفونة حلما.
0 12 دقيقة واحدة