بقلم -عبدالرحمن البنه
رحل الغالي يوم الخميس الموافق ١٧ شعبان ١٤٤٤هـ
خمسة أيام مضت على رحيل والدي الحبيب،وكأنها دهر مضى،بل إنها عمر بأكمله مضى،بعد أن رحل الأب والصديق والحبيب ،ذلك الأب الذي ينبض حبًا وحنانًا، الذي كانت لا تعلم يساره عما تقدمه يمينه،ويمد يد المساعدة لكل من يطرق باب بيتنا .
رحل وهو متوضئ وذاهب لصلاة العشاء حيث لبس ثوبه وشماغه ووضع القليل من دهن العود كالمعتاد وعند خروجه من باب المنزل فاضت روحه إلى الباري جل في علاه دون وداع،ودون أن نستعد لهذا الرحيل .
تاركًا خلفة إرث لا يمكن أن يزول،مهما مر الزمن،هو أغلى مافي هذه الدنيا ،وهو مجمع خيري مكون من مسجد ومكتب حلقات قرآن كريم ومغسلة أموات وحب كل من عرفه من طلابه و زملائه وأصدقائه وكل من تعامل معه،ليس لكونه والدي …..بل لأنه أحب الخير للجميع،وسعى لتقديمه لكل من يحتاجه،وكرمه الذي لا يختلف عليه اثنان.
رحل والدي رحمه الله،وترك قلوبنا تتحسر على فراقه، وعيوننا تدمع كلما ذُكر اسمه وكلما مر بنا أحد معارفنا للعزاء ،وتركنا نتحسر على فقدان أعز الناس على قلوبنا،وترك فراغًا لا يمكن أن يملأه أحد،لأن حب الأب لا يمكن أن يكون له مثيل أو بديل.
رحل والدي،ورحيله كسر ظهورنا،فأنا الذي اعتاد مرافقته في السفر للمراجعة بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض ومرافقته لصلاة الجمعة في أيامه الأخيرة، حيث اعتاد على ذلك نظرًا لظروفه الصحية.
رحل والدي المعلم المتقاعد الذي كان موسوعة في كل شيء،ومخلص في عمله وحريص على طلابه ومشجعًا لهم بشهادة جميع طلابه وزملائه المعلمين الذين زاملهم ورافقهم من جيله.
رحل والدي رحمه الله،وفي رحيله فقدان ليس من بعده فقد … وفي رحيله حرمان لنا من شخص عزيز،وأب أحب الحياة لغيره،كما أحبها لنفسه.
أسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا الصبر والسلون وإنا لله وإنا إليه راجعون.