الكاتبة/ أحلام بكري
مدينة / جازان
…………………………………….
لبعض الأيام ميزة و حضوة عند بعض البشر ، يُلامس بهم شيئاً جميلاً ، ويمر بطقوس موحدة عند الكل..
.
إنه يوم الكرامه عند أهالي مدينة جازان الساحلية ، ما أن تُشرق شمس هذا اليوم تَهُبُ البيوت مستنفرة متجهة لحجرة المطبخ ؛ البسيطة الضئيلة المحتوى من أدوات الطبخ و آنيتها ؛ لإخراجها والتوجه بها إلى شاطئ البحر لتنظيفها وغسلها بماء البحر المالحة ، ولسان حالهم ينشد من صبح ذلك اليوم مردداً ( اليوم الكرامه وبكره صيامه )..
.
مشهد السيدات والفتيات والأطفال في ذلك اليوم مشهد مهيب ، يحمل كل منهم قطعة بيديه لغسلها على شاطئ البحر ، فتلك تحمل (الهوند) النحاسي لتنظيفه من بقايا البهارات فهو يُستخدم لدق بُهارات الطعام وحب الهال ..
وذاك يحمل (مّصرفة) الطعام المصنوعة من سعف النخيل وتُستعمل كسفرة للطعام في ذلك الوقت ..
والآخر حاملاً (المطحنة) الحجرية الخاصة بطحن جميع أنواع الحبوب وبعض من الفلفل الأحمر والتمر الهندي..
وتحرص السيدات على أواني الحجر والطين والمسمى (قدور المغش) فهي خاصة بصنع طواجن اللحم والسمك ولها قدرة كبيرة على تحمل حرارة التنور العالية ، فيجب أن تُغسل بماء البحر بعناية وأكثر من مرة..
.
يمتلىء شاطئ جازان في هذا اليوم بالأهالي والكل مشغول بالتنظيف ، ومن المواقف المضحكة أن الأطفال أثناء لعبهم على الشاطئ وتنظيف بعض الأدوات الصغيرة كالصحون الفخارية أو الملاعق الخشبية والأقداح المعندية ..
تجرف أمواج البحر بعضاً من تلك الأدوات ويَعُدْنَ للبيوت باكيات على فُقد نصف ما كان بحوزتهنَ للتنظيف ، بعد أن ضحكنَ و مرحنَ طول ذلك اليوم على الشاطئ ، حيث ينتهي نهارهُنَ ببعض من التوبيخ على ضياع نصف ما حملنهُ لشاطئ البحر..
.
إنه اليوم الأخير من شهر شعبان و آذانٌ بدخول أول يوم من شهر رمضان ، فاليوم الكرامه وبكره صيامه ..
.
اللهم بلغنا شهر رمضان وجميع المسلمين والمسلمات في أحسن حال وأجعلنا من عتقائك من النار يارب العالمين ، كل عام والجميع بخير..
………………….