اتذكر والدتي رحمها الله وهي تطلب من أبي يرحمه الله أن يبني لها عشة كبيرة أكبر من عشتنا الموجودة .
فقام يرحمه الله وذهب الى الوادي يجمع عيدان الاراك وعيدان الاثل والسمر والسلم والمض واشجار الثمام والأجليل ويفتل الحبال والأدوال.
واستعان ببعض الرجال الذين يبنون العشاش في ذلك الزمن .
وبدؤا في تخطيط العشة وطلبت منهم الوالدة رحمها الله أن تكون العشة كبيرة جدا تتسَع لثمان قُعُد “مفردها فعادة” تركية مع الربع .
وبدؤا في بناء العشة واستغرق بناؤها وقتا وكانت الوالدة تطبخ لهم وتغديهم حتى انتهاء بناء العشة.
بعدها بدأت ومعها امرأة مختصة في طلاء العشة وتقضيضها.
وبعد الانتهاء قامت الوالدة رحمها الله بترويب القعد”الشباري “بالروب الاسود والبوية الحمراء.
ومع قرب شهررمضان المبارك كانت الوالدة رحمها الله تهتم بتجهيز الادوات اللازمة لاستقبال شهر رمضان المبارك مثل جرة رمضان وتكنس القبل “الطراحة” وترشه بالماء وتخرج القعد ( الشباري ) في الطراحة.
وتجهز أدوات المطبخ في ذلك الوقت الطباخة والمركب والجبنة والبرمة والمشهف والميفا والمطحنة وغيرها من الادوات المستخدمة في ذلك الوقت.
وكنا نحن الاطفال نجهز لنا مسيد”مسجد”من الحجارة ونضع فيه لوازمنا نحن الاطفال حتى نفرح برمضان مع أهلنا .
ومع قرب العيد كنا نتجهز للعيد بشراء ملابس العيد وشراء الشحات “الطراطيع ”
وهكذا كانت حياتنا تسير في ذلك الوقت.
بقلم إبراهيم النعمي