مقالات مجد الوطن

تكملة قصة (الريم والثعبان)

الروح/ صفية باسودان

في اليوم التالي، حضر ثعلوب يتبختر واثقًا من دهائه ومن قدراته الإجرامية.
وفي ذات المكان التقيا، وأخبر ثعبون بأنه وجد الحل مقايضًا بعدم البوح له إلا في حالة واحدة وهي شرطه الوحيد الذي لن يتنازل عنه.
رد ثعبون عليه:
ـ قل ولك ما تريد دون قيد أو شرط.
حينها ظهر بريق حاد في عيني ثعلوب ممزوج بابتسامة خبيثة، وقال له:
ـ شرطي ألا تنسى نصيبي من السلب، فما قولك؟
ـ لك الغنيمة بأكملها، والآن أخبرني ما هي خطتك؟ لقد فاض بي ونفد صبري.
ـ حسنًا.. حسنًا.. سأقتص أثرها ومن ثم سأمثل عليها دور العاشق الولهان وأغرر بها مستدرجًا إياها إلى النهر مع غروب الشمس.
ـ كيف يا ذكي.. أنت ثعلب ولست غزال؟!
ـ ليس بالشأن العسير.. سأغير ملامحي وأتنكر على هيئته.
ـ يا لك من محتال، لكن هناك فجوة لم تسد بعد.
ـ ما هي؟
ـ ذهابها إلى النهر مع الاصدقاء، فكيف ستتخلص منهم وتبقيها بمفردها؟
ـ ما هذا الغباء يا ثعبان، ولماذا أنا سأفعل كل هذا؟ سأمثل عليها دور المحب وأقضي على المرح معها حتى دنو قوس الشمس، هل فمت؟
ـ أجل.. أجل
ـ حمدًا لله فكمية المخ القليلة مازالت تعمل لديك.
ـ ههههههههههههههههههههه
ـ تقهقه انتظر حتى تنتهي من هذه الفريسة.. أذكرك عند انهماكها بالارتواء نقض عليها معًا.. اتفقنا
ـ اتفقنا
سر الثعبان بذلك حتى فغر فاه واتسع، خشي ثعلوب أن يبتلعه، فخاطبه ممازحًا:
ـ أغلق فمك فلقد أبصرت حيوانات الغابة تقبع في الداخل أحياء!!
ثم أنصرف يتمايل ويتراقص يستعرض كبهلوان سيرك عالمي أحلى الاستعراضات.
في صباح الغد، استعد لتنفيذ خطته، جهز نفسه، وعقب ذلك تأهب للبحث عنها حتى وجدها تمرح مع الأصدقاء كعادتها بين المروج الخضراء.. اقترب منها وبدأ يشدو بصوت ساحر أغاني الحب والغرام فاجتمعوا من حوله في انبهار.
كانت الريم يبهجها ذلك الحضور والالتئام. واستمر الحال هكذا في الألحان والأشعار إلى أن جاءت ساعة الصفر لتنفيذ القرار.
وقام ثعلوب بطلب مرافقتها إلى اتجاه النهر لأنه تعبان وعطشان. أيدته في هذا الأمر لأن العطش بلغ مبلغه منها.
وحين بلغا النهر، انهمكت في الارتواء، وفي لحظة خاطفة انقضا عليها ثعلوب المكار وثعبون الفاغر، وبسرعة البرق وثبت من بين فكيهما وثبة قوية باتجاه الضفة الأخرى من النهر، وهذا أدى إلى اصطدامهما وسقوطهما في الماء.
انزعج ثعلوب وصرخ “سحقًا لكِ يا أيتها اللعينة”، ورمقها ثعبون الفاغر بنظرة دهشة واستغراب.
ابتسمت له وقالت:
ـ ما هذا يا ثعبان تعيد نفس غباء الأفعى في تسلق الأغصان ثم الهبوط والارتطام.. لا تستغرب يا عزيزها الثعبان، فلقد توهم في يوم ما الأرنب فوزه على السلحفاة..
يا سلحفاة.

توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة والا فتوتة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى