ضوء د. أنيسة فخرو
نحن أمة غالبًا نعيش في الماضي ولا نفكر كثيرًا بالحاضر أو المستقبل، ودائمًا نستحضر المآسي والأحزان، ولا نستلهم القوة والتفاؤل والفرح من الانتصارات السابقة.
لذلك وللتذكير فقط، ومن باب رفع المعنويات، والحثّ على تثبيت الانتصارات وتجديد ذكرى الأحداث التاريخية التي علينا الفخر والاعتزاز والاحتفال سنويًا بها، في مختلف أشهر السنة، ونأتي مثلًا على ذكر بعض تلك الأحداث التاريخية المهمة التي حدثت في شهر رمضان المبارك.
ففي الأول من شهر رمضان، نزل القرآن الكريم، في السنة الأولى من البعثة النبوية، وفي اليوم نفسه من السنة الأولى الهجرية، تم تنظيم سرية حمزة، وهي أول لواء في الإسلام، وبعد عام وفي اليوم نفسه أيضًا، انتصر المسلمون في غزوة بدر.
وفي العاشر من شهر رمضان المبارك في العام ٥٣ هجرية، تم فتح جزيرة رودوس، وفي اليوم نفسه عام ٩١ هجرية، نزل المسلمون الشاطئ الجنوبي بالأندلس، وانتصروا في أول معركة بالأندلس عام ٩٢ هجرية، وفي اليوم نفسه كذلك تم فتح صقلية عام ٢١٢ هجرية.
وفي اليوم العشرين من شهر رمضان الكريم، تم فتح عمورية سنة ٢٢٣ هجرية، وانتصر المسلمون على الصليبيين في صفد بفلسطين عام ٥٨٤ هجرية، وفي اليوم نفسه انتصرنا في معركة عين جالوت على المغول سنة ٦٥٨ هجرية.
وفي اليوم ٢١ من شهر رمضان في السنة الثامنة الهجرية تم فتح مكة، ويُسمى فتح الفتوح؛ حيث دخل الناس أفواجًا في الإسلام، وتم فيه هدم الأصنام ورفع الأذان على ظهر الكعبة المشرفة.
فكم أحرى بالمسلمين الاحتفال بذكرى تلك المناسبات المشرّفة التي تبعث على التفاؤل والبهجة في الشهر الفضيل.
كل شعوب الأرض تحتفل بأمجادها وتنظّم المهرجانات التاريخية المبهجة الجميلة التي توحد الشعب كله، فلماذا نحن لانفعل؟