✍️ حسن الأمير
ذاك الغزال سبى عقلي و أضناني
والوصل عزّ وطول الهجر أعياني
إنّ الغيوم تُرجّى وهي مثقلةٌ
و غيمتي دمعها بالصدّ أشقاني
يا كم رسمتُ على الشطآنِ بسمتها
و نادمَتْها حروفي مثل شطآني
وكم بسطتُ لها كفّي وقلت عسى
لعل تبصر كفي بين أحزاني
فالعين باكيةٌ والروح ظامئةٌ
والسهدُ يمرح في عيني وأجفاني
باتتْ حياتيَ ذكرى ليتها ذهبتْ
لكنها سكنت قلبي و وجداني
لا الليل ينعسُ أو تغفو معاولهُ
والبدرُ محتجبٌ عن ليل أشجاني
أيا غزال مضى عمري وأحسبهُ
يشكو السنين معاناتي وحرماني
أنا الغريق ولا ماءٌ يحاصرني
بين الغيوم ولا تحنو فتلقاني
أشتاق بسمةَ ذاك البدر تأسرني
فهل تعود لذاك الشدو ألحاني ؟
أم هل تعود لأيامي سعادتها
وهل سينطق بعد الصمت كتماني !
و من يعيد سنيني بعد غربتها !
ومن سيكتب: هذا عمره الثاني
ظمآنةٌ أحرفي والصمت أتلفني
فخلتُ طيفك رغم الصد ناداني
أجبتُ طيفك والأنسام تسمعني
وما انتبهت وذاك الطيف واساني
ماذا تريد أجاب الطيف في ولهٍ
يا كيف تسكن آمالي وتنساني !
وكيف تسأل غيمًا عن مدامعهِ
وفي يديك دمي بل أنت شرياني
يا طيف فاتنتي ما حيلتي وأنا
وهبتُ بسمتها عمري وسلطاني
حيرانَ أنظر للدنيا وما فعلتْ
والأمس يزعم أنْ بالشوق داواني
حبيبتي و تنادى الأمس وانسكبتْ
تلك السنين فهلّ العمر هتّاني
حبيبتي وتداعى الشوق حين بدتْ
و غاب طيفك إنّ الطيف أغواني
ما عدتُ أعرف مَن أدمى سعادتنا
يا أنتِ..أمسكِ..أم يومي هو الجاني ؟!