قد يُسدي إليك صديق خدمة …أو يهدي إليك هدية غير منتظرة …أو یُجاملك زميل بإطراء جميل.. ولكنك تبقى صامت .
نعرف أن وراء كل هدية نتلقاها أو خدمة تقدم لنا مجهوداً في حد ذاته…
ونعرف أنه يجب أن يتبعها الامتنان والشكر والتقدير الذي يُفرح الطرف الآخر …
لكن ليس سهلاً علينا الاعتراف بتأثرنا بلطف الآخرين …
بعض الناس لا يستطيعون قول “شكراً”.
لأن التلفظ بكلمة بسيطة مثل “شكراً” هو أمر لم يتم تَعلُّمه واكتسابه.
كم منا يبتسم ابتسامة كبيرة ويفرح فرحاً شديداً عندما يُقدّم له طفل صغير كهدية تعبر عن الحنان، رسماً عشوائياً رسمه بيديه؟
ما العمل عندما تنقصنا الكلمات للتعبير…
أو عندما تعترينا مشاعر تمنعنا عن الاعتراف؟
علينا أن نتذكر أن الشكر من الصفات الفضيلة التي يجب ان نتحلى فيها فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
و من أكثر الصفات النبيلة التي تعبر وفائك
و شكرك لكل من وقف بقربك بأشد المواقف التي تحتاج فيها للدعم .
كلمات الشكر و العرفان تقال للأشخاص الذين يساعدوننا ….ويقفون بجانبنا ولا ينتظرون مقابل و هي متنوعة على حسب الجهة الموجهة إليها سواء كانت ستقال لمديرك في العمل أو لصديقك أو حتى لوالديك
أن تشكر الناس على ما يقدمون إليك من فضل قبل أن يكون دينًا هو لصالحك في الأساس وذلك لأن الناس ثلاثة أنواع :
_ أولهم هو من يقدم الخير ويفعله لوجه الله تعالى ولا يريد على ذلك جزاء ولا شكورا وهذا النوع نادر الوجود فإن وجدته فتمسك به.
_ والنوع الثاني هو من يفعل الخير ويرجو به شكر الله وشكر الناس وهذا لا باس به أي أنه لا يأثم شرعا
_ والنوع الثالث هو من يفعل الخير ويبغي به شكر الناس فقط لا يحتسب عند الله شيئا ولا يعرف وجه الله ولا احتساء الأجر.
وفي الأصناف الثلاثة سوف تحتاج إلى بعض عبارات الشكر حتى ترضى جميع الأصناف .
– عود نفسك ان تشكر جميع من قام بعمل رائع لك .
– قدر مجهود جميع من يحبك قل لهم انك تقدر
قيمة تعبهم .
– اشكر الجميع على الكلمة الرائعة التي تسمعها منهم .
– اشكرهم على المعروف. – اشكرهم على كل شيء
– واشكر ربك على وجود هؤلاء الناس فحياتك .
أولئك الذين لا يستطيعون قول “شكراً”، يُواجهون صعوبة أيضاً في أن يتقبّلوا الشكر من الآخرين”
كأننا نخلط بين الشكر والخضوع ..
بين العطاء والهيمَنة .
يقول عالم النفس طوماس دانسنبورغ:
“للتعبير عمّا نشعر، يجب أوّلاً أن نفهم بماذا نشعر ونعترف به”.
بعض الناس لم يتعلموا في ما مضى من حياتهم أن يقرأوا أحاسيسهم ويُعبّروا عنها بسهولة.
إنّ التربية على الحياء والخجل، مثل خوف الإنسان من أن يظهر ضعفه أمام الآخرين، هو سبب كبير وراء عدم القدرة على قول “شكراً”.
ونحن نعرف أن التواصل يتم في المقام الأول عبر “لغة الجسد”.
فلماذا لا نحاول ونتجرأ ونشكر الآخر بابتسامة واضحة، أو نظرة حانية، أو أي تصرف يعبر عن الدفء والمودة؟
حكم شكر الإنسان على الإحسان :
يقول الإمام ابن باز عندما سئل :
هل يجوز أن نشكر أحدًا من الخلق، وهل كان رسول الله ﷺ يشكر أحدًا من الخلق؟
الجواب:
نعم السنة شكر المخلوق على إحسانه، في الحديث يقول ﷺ: من لا يشكر الناس لا يشكر الله وكان النبي ﷺ يشكر الناس على أعمالهم الطيبة، ويشجعهم -عليه الصلاة والسلام- فإذا شكرته بأن أعانك على زواج، أو أعانك على قضاء الدين، فشكرته، قلت: مشكورًا، جزاك الله خيرًا، ضاعف الله مثوبتك، و هذا من مكارم الأخلاق، من مكارم الأخلاق أن تشكر من أحسن إليك .
وبدل أن نرد على كلمة “شكراً”، بعبارات مثل “لم أفعل ما يستوجب الشكر”…أو “لا شكر على واجب”….علينا أن نشكره بدورنا، وأن نشرح له لماذا أسعَدَتنا مساعدته أو تقديم هدية له”.
في النهاية كلمة شكراً
تُفهم الإنسان أن تبادُل العطاء والأخذ هو مصدر التوازن في العلاقة
و سماع كلمة شكراً يكون له تأثير سحري على الشخص الذي يستقبل الشعور بالامتنان من الآخرين
و الامتنان هو الاعتراف بوجود الخير في حياة الإنسان.
و إبداء الشكر يجعل الآخرين يرونك بإيجابية أكثر.
و يمكن للشكر أن يجعلك أكثر سعادة.
و إذا كنّا لا نعرف أبداً كيف نقول “شكراً”، لا لأنفسنا ولا للغير، ولا حتى للحياة، وإذا كنّا نعاني ذلك حقاً، فهناك دائماً حَلّ ناجع، ألا وهو طلب المساعَدة العلاجية من مُعالج نفسي .
ندى فنري
أديبة / صحفية
لايف كوتش