مقالات مجد الوطن

لا تفرط فى الحب او الكره

 

يقول محمود درويش :

ليس لدي الوقت كي أكره من يكرهني ، فأنا مشغول بحب من يحبني …

 

كل شخص منا يمر به إحساس بالحب، أو الكره تجاه شخص ما أو جماد و هذا شعور طبيعي .

 

فلما تتلاقى الأرواح في شعور رائع فهذا هو الحب ….و هو مجموعة من المشاعر الإيجابية المتنوعة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير و تتنوع هذه المشاعر فإن حب الأم أو الأخت يختلف عن حب الزوج ويختلف عن حب الطعام، ولكن بشكل عام يشير الحب إلى شعور الانجذاب القوي والتعلق .

 

و عندما تتنافر الأرواح لسبب غير معروف يؤدي ذلك إلى الكره، الذي يعتبر من أبشع المشاعر الإنسانية .

 

هناك فرق بين الكره و الحقد …

أما الكره فهو ضد الحب ، وأما الحقد فهو الغل والضغينة، وهو ضد سلامة الصدر وصفائه.

 

إن الحب ،و الكره ،والغضب ،

كلها انفعالات تحصل من الإنسان، دون قصد أو اختيار مثل نبضات القلب لا إرادة للإنسان فيها .

 

الحب ليس حراماً، فهو مثل الكره فكلاهما مشاعر تفرض نفسها على الإنسان، ولا يحاسب الإنسان عليها لا بثواب، ولا بعقاب فهو ميول قلبي، أما ما يترتب على الحب من آثار أو مقدمات، فهو إما أن يثاب عليه الإنسان أو يعاقب عليه، فإذا فعل مخالفات شرعية بدعوى الحب هنا سيحاسب الإنسان عما يغضب الله

و يجب عليه أن يتوقف .

 

الله سبحانه وتعالى سوف يحاسب الإنسان على يستحقه من خير أو شر،

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تَجَاوَزَ عن أمتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لم تَعْمَلْ أو تتكلم»

 

هل سبق وسألت نفسك لماذا تنجح بعض العلاقات بينما تفشل الأخرى؟

 

في حقيقة الأمر إن نجاح الإنسان في الحياة مرهون بنجاحه في التواصل مع الآخرين وبناء علاقات ناجحة في الحياة ، والعلاقات لا تقاس بطول العشرة وإنما تقاس بجميل الأثر وجميل الأخلاق، فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها أعمق وأنقى.

 

العلاقات الآمنة هي علاقات صحية تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء والشعور بالآخرين وتقبلهم، والعطاء لا يتطلب التكلف مع الآخرين فاحتواؤك لهم عطاء …وحسن الظن بهم عطاء …واللطف معهم عطاء …ولذلك يجب أن يحرص الإنسان على التوازن النفسي والعاطفي في علاقاته بالآخرين سواء كانت هذه العلاقات علاقة زوجية

أو صداقة أو علاقة الإنسان بأسرته والمجتمع ككل .

 

إن شخصيات الناس أنواع، منها شخصيات تتميز بالهدوء والرزانة، شخصيات تتميز بالحكمة، شخصيات تتميز بالضعف، شخصيات تتميز بالقوة، شخصيات تتميز بانضباط النفس، شخصيات تتميز بالعصبية، شخصيات تتميز بالعاطفية، وشخصيات تتميز بالغضب، وشخصيات تتميز بالهدوء …

 

و قد نجد من الناس من هو عصبي لا يستقر على حال ،ومن الناس من يكون غضوباً ينفجر دون أدنى مقدمة،ومن الناس من يكون عاطفياً تغيظه أتفه المضايقات،ويتملكه اليأس أمام أيسرالعراقيل.

ومن الناس من يكون ولوعاً إذا تعلق بفكرة تحمس لها جداً وتعصب لها، وتصدى لتسفيه كل مخالف لهذه الفكرة ،

ومن الناس من تسيطر عليهم المفاجآت فلا يستطيعون أن يتحركوا ولا أن يتصرفوا، فيتسمرون وتقعد بهم أنفسهم الضعيفة عن مواجهة الواقع وعن السعي في التحكم في الأمور فتفقده المفاجأة السيطرة على نفسه.

ومن الناس من يتبدل مزاجهم فجأة فتكون جالساً معه فتخطر بباله فكرة ثم يبدأ يتفاعل مع نفسه و يتحرك ، ثم يظهر عليه أنواع من الانفعالات مع هذه الفكرة، ويستغرب الجالس لهذا التغير المفاجئ الذي حدث في الشخص مع أنه لم يقع في المجلس أي حادث يذكر إلا الفكرة التي طرأت في ذهن ذلك الشخص العاطفي.ومن الناس من ينجر بسهولة مع أفكاره ومع أحداث الساعة فينتقل فوراً من العمل بسبب ما حصل له من الهياج دون أدنى تفكير، فتكون أفعاله ردّات فعل لما يحدث في الواقع. ومن الناس من يكون رابط الجأش فيتلقى الصدمات ويدرس الوضع قبل أن يتخذ قراراً عملياً ويفكر قبل التنفيذ.ومن الناس من لا يستطيع كتمان الأخبار ولا حفظ الأسرار فهو في قلق فيسهل استخراجها منه، مثل الناس الذين يتميزون بالعاطفيةالشديدة ،

وبعض الناس عندهم أمزجة عصبية متقلبة، وقد يحب إنساناً فيفرط في حبه ثم يتنكر له لسبب بسيط فيفرط في بغضه إلى أبعد الدرجات ، ومنهم من يكون عنده نتيجة اضطراب في نفسه غلو في الوصف، فإذا عمل مغامرة عادية أخرجها لك على أنها المعركة الفاصلة ، ومنهم من يعيش مع انفعالاته فهي التي تنشطه وتحفزه فإذا لم ينفعل ولم يستثر فإنه بارد لا حراك فيه ، ومنهم من يستسلم للنزوات والإسراف في الأشياء.

 

على الفرد تعلم مهارات متعددة لتحقيق التوازن في علاقاته مع الآخرين:

يجب التعامل مع العلاقات كوسائل لتطوير الذات فبعض العلاقات نكتسب من خلالها الإيجابية والسعادة وبعضها نكتسب منه المرونة في التعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة أما البعض الآخر فنتعلم منه الدروس والعبر .

 

علينا تجنب اللوم والنقد الدائم للآخرين وإحسان الظن بهم ، و الحذر من التعمق السلبي في بعض العلاقات وخاصة التي تستنزف مشاعر الإنسان وتؤثر على نفسيته وتوازنه في الحياة.

 

من المهم عدم توقع الكمال والمثالية أو التعلق الزائد في الأشخاص ، فالتوازن النفسي يقتضي تقبل ألا نحصل على كل ما نتوقعه من الآخرين أو نتمناه

 

 

الكاتبة : ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى