مقالات مجد الوطن

الصحبة الصالحة 

 

جزء كبير من الثقة بالنفس يأتي من علاقاتنا الاجتماعية والصداقة على وجه الخصوص ..

 

فالعلاقة مع صديق صالح تغذي الشعور بالأهمية واحترام الذات ….

 

على مدار حياتنا نحظى بالكثير من الأصدقاء الجيدين، لكن الصديق الصالح هو أكثر من “صديق جيد” .

 

يمكن القول أنه البوصلة التي ترشدنا في الأوقات العصيبة …

 

قد لا يكون الصديق الصالح من الأشخاص القادرين على امتاعنا

أو الترفيه عنا ….لكنه بالتأكيد قادر على المساعدة ومد يد العون في كل وقت، والتأثير في حياتنا إيجابياً…

 

من هو الصديق الصالح؟

لنتعرف أكثر على صفات الصديق الصالح :

 

– هو الصديق الذي يساعدنا على اكتشاف الجانب الجيد من ذاتنا، ويقف معنا لحمايتنا من أنفسنا ومن الآخرين …

 

– الصديق الصالح ليس مجرد صديق جيد أو شخص نستمتع بصداقته…

بل هو الصديق الذي يدلنا على الطريق الصحيح عندما نتوه ونضيع في أفكارنا…

 

– هو الشخص الذي يغرينا باتباع صفاته الجيدة والحميدة، ويجعلنا نعيد التفكير بعاداتنا السيئة أو سلوكنا الغير المناسب، ويجعلنا فخورين بمعرفته وصداقته.

 

– هو العبد الصالح ، المطيع لربه ، الملتزم بأوامر دينه ، الحريص على مرضاة الله …

 

من صفات الصديق الصالح :

 

_ يمتلك عاداتٍ جيدة .

_ مشهور بين الناس بسمعة طيبة .

_ يتميز بالصدق والصراحة .

_ شخص أمين .

_ يدعوك إلى الخير .

_ ليس حسوداً .

_ يتحمّل مسؤولية الصداقة .

_ يخاف على أصدقائه بصدق .

_ يذكرك بربك متى غفلت عن ذكره ، ويعينك ويشاركك : إذا كنت في ذكر لربك . قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) – وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ . متفق عليه

_ هو الذي لا يطلب عثرات إخوانه ولا يتتبعهم ، وإنما يطلب ما يقيلهم .

قال ابن مازن : ” المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم ”

الفرق بين الصديق الصالح وصديق السوء !!

 

رفيق السوء هو النقيض للصديق الصالح، من حيث الصفات والخصال والتصرفات والتأثير، فالصديق الصالح يدعو إلى الخير …

وصديق السوء يدعو إلى السوء …

الصديق الصالح يساعد أصدقاءه على النجاح والتطور ويتمنى لهم الخير والراحة …

أما صديق السوء فحسودٌ لا يطيق أن يرى النعمة على أصدقائه …

 

أثر الصديق الصالح على أصدقائه :

 

* النصيحة الطيبة:

في العلاقة مع الصديق الصالح غالباً ما تحصل على النصائح المفيدة والجيدة .

 

* القدوة الحسنة والتأثير:

بما أن معيار تحديد الصديق الصالح هو سلوكه السويّ وعاداته الجيدة؛ فإنه من الأشخاص الجديرين بالتقليد والاقتداء، وعادة ما نتأثر بشكل كبير بأصدقائنا -دون إرادة- سواءً كانوا صالحين أم فاسدين، لذلك ستجد نفسك تأخذ من صديقك الصالح بعض صفاته

أو أفكاره وتتبناها.

 

* السمعة الطيبة بين الناس:

قُلْ من تصاحب أقول لك من أنت!

فالسمعة الاجتماعية لم تكن يوماً جهداً شخصياً أو انعكاساً دقيقاً لأخلاق صاحبها فحسب، بل تتأثر بالوسط القريب منك والأشخاص الذين ترافقهم وتصاحبهم وتمشي معهم بين الناس، ولذلك قيل الطيور على أشكالها تقع، فإن صاحبت صالحاً يراك الناس مثله، والعكس بالعكس ..

في الحديث عن الصديق الصالح قال ﷺ “المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ”

 

* الكشف عن الزاوية العمياء:

من أهم الآثار للصديق الصالح أنه يساعدك على كشف الزاوية العمياء في شخصيتك، والزاوية العمياء هي الصفات أو السمات الشخصية التي لا نستطيع استكشافها ذاتياً لأن عقلنا الباطن يتجاهلها ويغض النظر عنها سواءً كانت سلبية أم إيجابية، وهنا يأتي دور الصديق الصالح الحقيقي ليساعدنا على فهم هذا الجانب من شخصيتنا.

 

اختيار الصديق الصالح والحفاظ عليه :

 

ابحث عن صديق صالح وحتى تجده عليك أن تقصد الأماكن المناسبة وأن تختلط بالأوساط المناسبة التي يقصدها الأشخاص الصالحون ويتجنبها سيئو السيرة والطبع.

 

كن صالحاً بذاتك:

لتجد الصديق الصالح عليك أن تكون صالحاً بذاتك، فلا تتوقع أن تستطيع بناء علاقة سوية مع صديق صالح إن لم تكن أنت صالحاً .

 

في النهاية الصديق الصالح مرآة لصديقه، يساعده على رؤية نفسه بشكل أفضل ويكشف له عيوبه ونقاط قوته، ويساعده على معرفة ذاته وتطويرها.

 

نصيحة :

حافظ على صديقك الصالح ، و الحفاظ على الصديق الصالح صعب لأنه يجب أن تكون مستعداً للالتزام وتحمل مسؤولية الصداقة …

وأن تتحلى بالصدق والأمانة في التعامل معه .

 

الكاتبة : ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى