مقالات مجد الوطن

مَحَطَّات فِي حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور سعيد آل حماد

(المحطة الأولى)
من مَحَطَّات فِي حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ هَذِهِ قِصَّةُ حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ اَلَّتِي حَجَّهَا اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ اَلْمَدِينَةِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ ، اِجْتَهَدْتُ فِي أَنْ تَكُونَ عَلَى شَكْلِ قِصَّةٍ يَفْهَمُهَا اَلْجَمِيعُ مَعَ مُحَافَظَتِي عَلَى اَلنُّصُوصِ كَمَا هِيَ قَدْرُ اَلْإِمْكَانِ ؛ فَاحْتَاجَ اَلتَّرْتِيبُ إِلَى شَيْءِ مِنْ اَلْجُهْدِ وَلَكِنَّ اَلْمُحَافَظَةَ عَلَى أَلْفَاظِ اَلنَّصِّ أَوْلَى فَقَدَّمَتْهَا عَلَى اَلتَّرْتِيبِ ؛ مِنْ أَجْلِ قُدْسِيَّةِ اَلنَّصِّ فَلْيُرَاعِ هَذَا ، وَلْيَعْلَمْ اَلْقَارِئُ اَلْكَرِيمُ أَنَّ عَامَّةً هَذِهِ اَلنُّصُوصِ صَحَّحَهَا جَمْعُ مِنْ أَهْلِ اَلْعِلْمِ ؛ أَوْ أَحَدِهِمْ . قِبَلَ اَلْهِجْرَةِ : كَانَ اَلرَّسُولُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَعْدُ اَلرِّسَالَةِ وَقَبْلَ اَلْهِجْرَةِ يَحْضُرُ مَوَاسِمَ اَلْحَجِّ ، وَيَدْعُو اَلنَّاسُ إِلَى اَللَّهِ ، وَيَقُولَ : « إِلَّا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنَّ أَبْلَغَ كَلَامُ رَبِّي » ، حَتَّى قُيِّضَ اَللَّهُ جَمَاعَةً مِنْ اَلْأَنْصَارِ يَلْقَوْنَهُ لَيْلَةَ اَلْعَقَبَةِ – أَيْ عَشِيَّةَ يَوْمِ اَلنَّحْرِ عِنْدَ جَمْرَةِ اَلْعَقَبَةِ – ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ مُتَتَالِيَاتٍ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا آخِر سَنَةٍ بَايَعُوهُ لَيْلَةَ اَلْعَقَبَةِ اَلثَّانِيَةِ ، وَهِيَ : ثَالِثٌ اِجْتِمَاعِ لَهُمْ بِهِ . وَأَمَّا بُعْدُ اَلْهِجْرَةِ : فَقَدْ اِعْتَمَرَ أَرْبَعَةَ أَعْمَارٍ ، وَلَمْ يَحُجْ إِلَّا حُجَّةً وَاحِدَةً ، فَاعْتَمَرَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَعْمَارِ كُلُّهُنَّ فِي ذِي اَلْقِعْدَةِ ؛ إِلَّا اَلَّتِي فِي حُجَّتِهِ ، اِعْتَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَعْمَارٍ : عُمْرَةُ اَلْحُدَيْبِيَةَ وَعُمْرَةِ اَلْقَضَاءِ وَالثَّالِثَةُ مِنْ اَلْجَعَرَانَة وَالرَّابِعَةُ اَلَّتِي مَعَ حُجَّتِهِ ثُمَّ حَجِّ حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ وَهِيَ أَعْظَمُ رِحْلَةٍ حَجًّا فِي اَلتَّارِيخِ ، وَإِلَيْكَ مَحَطَّاتُ هَذِهِ اَلْحُجَّةِ : اَلْمَحَطَّةُ اَلْأُولَى : اَلرَّسُولُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَبْلُ خُرُوجِهِ مِنْ اَلْمَدِينَةِ لِحُجَّةِ اَلْوَدَاعِ ، وَحَدَثَ بِهَا أَحْدَاثً :
١ – عَنْ جَابِرْ بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجْ ، ثُمَّ أَذِنَ فِي اَلنَّاسِ فِي اَلْعَاشِرَةِ ، أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَاجٌّ ، فَقَدَّمَ اَلْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولْ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَعْمَلَ مِثْل عَمَلِهِ ، فَخَرَّجَنَا مَعَهُ . فَخَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلِّمَ لِخَمْسِ بَقِينَ مِنْ ذِي اَلْقِعْدَةِ ” وَاسْتَعْمَلَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ أَبَا دُجَانَة سَمَّاكَ بْنْ خِرِشَة اَلسَّاعِدِي ، وَيُقَالَ : سِبَاعُ بْنْ عَرْفَطَةْ اَلْغِفَارِي ، قَالَ مُحَمَّدْ بْنْ إِسْحَاقْ : فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو اَلْقِعْدَةِ مِنْ سَنَةِ عَشَرَ تُجَهِّزُ لِلْحَجِّ وَأَمَرَ اَلنَّاسُ بِالْجِهَازِ لَهُ .
٢- وَعَنْ عَائِشَة ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضُبَاعَهْ بِنْتُ اَلزُّبَيْرْ ، فَقَالَ لَهَا : « لَعَلَّكَ أَرْدَتْ اَلْحَجَّ ؟ » قَالَتْ : وَاَللَّهُ لَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةٌ ، فَقَالَ لَهَا : ” حِجِّيْ وَاشْتَرِطِي ، وَقَوْلِي : اَللَّهُمَّ مَحَلِّيّ حَيْثُ حَبَسَتْنِي ” وَكَانَتْ تَحْت اَلْمِقْدَادْ بْنْ اَلْأَسْوَدْ .
٣- اِنْطَلَقَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اَلْمَدِينَةِ بَعْدَمَا تَرَجَّلَ وَادْهُنْ وَلُبْسُ إِزَارِهِ وَرِدَاءَهُ ، وَلَمْ يُنْهِ عَنْ شَيْءِ مِنْ اَلْأُرْدِيَّةِ وَلَا اَلْأَزْرُ إِلَّا اَلْمَزَعَفَرَة اَلَّتِي تَرْدَعُ اَلْجِلْدَ ، فَأَصْبَحَ بِذِي اَلْحَلِيفَة رَكْبَ رَاحِلَتِهِ حَتَّى اِسْتَوَى عَلَى اَلْبَيْدَاءِ ، وَذَلِكَ لِخَمْس بَقِينَ مِنْ ذِي اَلْقِعْدَةِ فَقَدَّمَ مَكَّةَ لِخَمْسِ خَلَوْنَ مِنْ ذِي اَلْحِجَّةِ . ٤- عَنْ أَنَسْ بْنْ مَالِكْ ، قَالَ : « صَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ اَلظُّهْرَ أَرْبَعًا ، وَالْعَصْرِ بِذِي اَلْحَلِيفَة رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ ، ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى اِسْتَوَتْ بِهِ عَلَى اَلْبَيْدَاءِ ، حَمَدْ اَللَّهِ وَسَبَحَ وَكَبُرَ ، ثُمَّ أَهْل بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ ، وَأَهْلَ اَلنَّاسِ بِهُمَا » . وَقَالَ أَنَسْ : « خَرَجْنَا مَعَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يَقْصُرُ حَتَّى قَدَّمْنَا مَكَّةُ ، فَأَقَامَ بِهَا عَشَرَةُ أَيَّامٍ يَقْصُرُ حَتَّى رَجَعَ وَذَلِكَ فِي حُجَّتِهِ »
٥- وَعَنْ أَنَسْ بْنْ مَالِكْ ، قَالَ : حَجُّ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى رَحَلَ رَثٌّ ، وَقَطِيفَةٌ تُسَوَّى أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ ، أَوْ لَا تُسَوَّى ، ثُمَّ قَالَ : ” اَللَّهُمَّ حُجَّة لَا رِيَاءً فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ ” وَحَجَّ أَنَسْ عَلَى رَحَلَ رَثٌّ وَلَمْ يَكُنْ شَحِيحًا ، وَحَدَثَ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَج عَلَى رَحَلَ وَكَانَتْ زَامَلَتْهُ وَمَعَهُ قَطِيفَةُ تَسَاوِيَ أَوْ لَا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ اَللَّهُمَّ حُجَّة لَا رِيَاءً فِيهَا وَقَدْ مَرَّتْ رُفْقَةً إِيمَانِيَّةً بِابْنِ عُمَرْ وَكَانَتْ رِحَالُهُمْ اَلْآدَمَ وَخَتَمَ إِبِلَهُمْ اَلْخَرَزِ ، فَقَالَ عَبْدُ اَللَّهْ بْنْ عُمَرْ : « مِنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ وَرَدَتْ اَلْحَجَّ اَلْعَامَ بِرَسُولْ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، إِذْ قَدَّمُوا فِي حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ اَلرُّفْقَةِ » ٦- عَنْ اَلسَّائِبِ بْنْ يَزِيدَ رضي الله عنه، قَالَ : « حَجُّ بِي أَبِي مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ ، وَأَنَا اِبْنِ سَبْعِ سِنِينَ » أَخْرَجَهُ اِبْنْ مَاجَهْ ، فِي بَابٍ فِيمَا أَنْكَرَتْ اَلْجَهْمِيَّةُ . وَقَالَ اَلْأَرْنَاؤُوطْ : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، وَأَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِي ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثُ حُسْنٍ صَحِيحٍ . أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي ، فِي بَابٍ : غَزْوَةُ اَلْحُدَيْبِيَةَ ، بِنَحْوِهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، فِي بَابٍ : حُجَّةُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، فِي بَابٍ : بَيَانُ وُجُوهِ اَلْإِحْرَامِ ، وَأَنَّهُ يَجُوزُ إِفْرَادَ اَلْحَجِّ وَالتَّمَتُّعِ وَالْقِرَانِ ، وَجَوَازَ إِدْخَالِ اَلْحَجِّ عَلَى اَلْعُمْرَةِ ، وَمَتَى يَحُلُّ اَلْمُقَارَنُ مِنْ نُسُكِهِ أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي ، فِي بَابٍ : اَلْأَكْفَاءُ فِي اَلدِّينِ أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي ، فِي بَابٍ : اَلتَّحْمِيدُ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ ، قَبْلُ اَلْإِخْلَالِ ، عِنْدَ اَلرُّكُوبِ عَلَى اَلدَّابَّةِ أَخْرَجَهُ اَلدَّارِمِي ، فِي مَسْنَدِ اَلدَّارِمِي اَلْمَعْرُوفَ ” سُنَنَ اَلدَّارِمِي ” ، فِي بَابٍ : فِيمَنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِبَلْدَةِ كَمِّ يُقِيمُ حَتَّى يَقْصُرَ اَلصَّلَاةَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، وَأَصْلُهُ عِنْد اَلْبُخَارِي وَمُسْلِمٍ أَخْرَجَهُ اِبْنْ مَاجَهْ ، فِي بَابِ اَلْحَجِّ عَلَى اَلرُّحَّلُ . وَقَالَ اَلْأَرْنَاؤُوطْ : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، اَلرَّبِيعْ بْنْ صُبَيْحْ وَشَيْخُهُ يَزِيدُ بْنْ أَبَانَ – وَهُوَ اَلرَّقَاشِي – ضَعِيفَانِ . وَأَخْرَجَ اَلْبُخَارِي مِنْ طَرِيقِ ثُمَامَة بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ بْنْ أَنَسْ ، عَنْ أَنَسْ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَجٌّ عَلَى رَحَلَ وَكَانَتْ زَامَلَتْهُ . أَخْرَجَهُ اِبْنْ مَاجَهْ ، فِي بَابِ اَلْحَجِّ عَلَى اَلرُّحَّلُ . وَقَالَ اَلْأَرْنَاؤُوطْ : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، اَلرَّبِيعْ بْنْ صُبَيْحْ وَشَيْخُهُ يَزِيدُ بْنْ أَبَانَ – وَهُوَ اَلرَّقَاشِي – ضَعِيفَانِ . وَأَخْرَجَهُ اِبْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَنُهَادْ فِي ” اَلزُّهْدِ ” ، وَابْنُ سَعْدْ فِي ” اَلطَّبَقَاتِ ” ، وَاَلتِّرْمِذِي فِي ” اَلشَّمَائِلِ ” وَابْنُ عَدِي فِي تَرْجَمَةِ اَلرَّبِيعْ بْنْ صُبَيْحْ مِنْ ” اَلْكَامِلِ ” مِنْ طَرِيقِ اَلرَّبِيعْ بْنْ صُبَيْحْ ، بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ . وَأَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي مِنْ طَرِيقِ ثُمَامَة بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ بْنْ أَنَسْ ، عَنْ أَنَسْ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَجٌّ عَلَى رَحَلَ وَكَانَتْ زَامَلَتْهُ . أَخْرَجَهُ أَحْمَدْ ، فِي مَسْنَدِ عَبْدِ اَللَّهْ بْنْ عُمَرْ بْنْ اَلْخَطَّابْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا وَقَالَ أَحْمَدْ شَاكِرْ : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدْ مُخْتَصَرًا ، مِنْ طَرِيقِ وَكِيعْ عَنْ إِسْحَقْ اِبْنِ سَعِيدٍ ، بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ . أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي ، فِي بَابٍ : اَلْحَجُّ عَلَى اَلرُّحَّلُ . هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى