الحياة لا تخلو من الأخطاء
فلا تجعل من الخطأ مصيبة …
لم نخلق متعلمين …
و من لم يخطئ لا يتعلم.
أن يخطئ الشخص، فهذا أمر مفروغ منه وطبيعي.
لكن لماذا يرتكب الكثيرون منا نفس الأخطاء مراراً وتكراراً على الرغم من وعيهم،بأنها أخطاء يجب عليهم تجنبها والابتعاد عنها ومعرفتهم المسبقة، ربما، لعواقبها السلبية وتبعاتها غير المحمودة؟
يقتضي على الإنسان تحمل مسؤولية حياته، وما بها من قرارات مصيرية ، وتحديات عليه مواجهتها، و أن يكون:
سيد قراره …
مسيطرًا على أفعاله ومشاعره ،وأفكاره ،قدر الإمكان .
إن وقوعنا في فخ الأخطاء وتكرارها ، يعتمد على الكثير من العوامل . أهمها :
_ أن الدماغ لا يميل دوماً إلى التفكير العميق في كل قرار سيأخذه…
فهو يبحث عن الأبسط ويعتمد على اختصارات عقلية تمكّنه من التصرف بسرعة من دون بذل جهد عقلي أو صرف مزيد من الوقت على ذلك.
ليست كل تصرفاتنا واقعة في دائرة الحلال والحرام بل هناك تصرفات وسلوكيات يحكمها الذوق والكياسة واعتبارات المنطق والمجاملة ، والواجب علينا أن ننأى بأنفسنا عن أي تصرف لنا كان خاليا من اللياقة أو الكياسة
أو المجاملة تجاه الآخرين وذلك بغرض الارتقاء بأنفسنا للاقتراب من الكمال المنشود بقدر المستطاع .
إن تصرفا معينا تجاه شخص جرح شعوره أو أحرجه بدون داع فنعزم على ألا نكرر هذا التصرف ونظل نادمين عليه كلما تذكرناه ، ونبادر بالاعتذار له أو تعويضه أو ترضيته بالصورة التي تليق بالموقف .
وهذا ما يميز الإنسان المهذب الراقي عن الإنسان الذي لا يعنيه الرقي السلوكي والأخلاقي فتظل أقواله وأفعاله فجة غير متحضرة .
فالفرق بين إنسان وإنسان قد يكون كالفرق بين الليل والنهار
أو الظلمات والنور .
الإنسان الذي يكرر أخطاءه ولا يتعظ من تجاربه وأخطاء الآخرين إما أنه لا عقل له …
أو لا إرادة لديه ….
وغياب العقل أو انعدام الإرادة – أحدهما أو كلاهما – كافيان للقضاء على الإنسان وعلى كل نفع يرجو منه أو يُرجى له في الحياة .
هناك من لا يتعظون ولا يغيرون من سلوكهم بل يستمرون فيه حتى يفقدوا كل شئ ….
ولو أنهم استفادوا من التجارب التي مروا بها والأخطاء التي وقعوا فيها واحترموا ذكاء الآخرين لكان خيرا لهم في دنياهم وآخرتهم .
الإنسان الرشيد يقيم سلوكياته مع كل تجربة يخوضها وذلك على ضوء رد الفعل الذي يترتب عليها سلبا أو إيجابا ويحاول أن يتعرف على مواطن الخطأ فلا يعود إليها ، وما كان من أثر طيب فيستزيد منها .
الإنسان الرشيد الذي يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فيأخذ من هذه وتلك العظة والعبرة لتسلم له أموره وتقل أخطاؤه إلى أن تنعدم أو تكاد
و في النهاية من لا يعمل لا يخطئ …
ومن لا يخطئ لا يتعلم …
و من لا يتعلم لا يتغير…. لذلك سنعمل لنخطئ ولنتعلم تغيير المستقبل نحو الغد الأفضل …
ندى فنري
أديبة / صحفية