مقالات مجد الوطن

( عبده مكتلي ..شكرا )

 

بقلم: احمد حسين الاعجم-جازان

هناك أناس
لا يليق بهم ان يتقاعدوا من العمل
ولا يليق ان يُنظر لعملهم من خلال السنوات
بل من خلال العطاء
اناس كم نتمنى لو لم يكبروا في العمر
وكم نتمنى لو يتم استثناءهم عند تطبيق الانظمة
تقديرا لتميزهم
واخيرا
كم نتمنى لو تم استنساخهم
ليستمر وجودهم
ونسعد بعطاءهم

اناس منحهم الله صفات خاصة
صفات انسانية
واخلاقية
واجتماعية
لا تتوفر في كل الناس

صفات تجعل كل من عرفهم .. يحبهم

اناس هم كالاكسجين للحياة
لا ينبغي ان ينقص او ينتهي
وكالشمس التي تمنح المخلوقات الحياة
لاينبغي ان تغيب يوما واحدا
وكالمآذن التي تصدح بالآذان
وكالمنارات التي يهتدي بها المسافرون

اناس هم الحب باسمى معانيه
والجمال بابهى صوره
وهم الخيرية ..
باصدق حالاتها
وهم رقّة القلوب بأقوى مفاهيمها
وهم الجديّة المفيدة والايجابية
اناس هم البشاشة والابتسامة
وهم الفرح والسرور
اناس
هم اللطف
وهم السلام
وهم النبل
اينما حلّو
وفي كل الظروف والاحوال

اناس قوتهم في لينهم وبساطتهم
وتأثيرهم في اخلاصهم وجدّيتهم
وهيبتهم في هدوءهم
وابتسامتهم
وتسامحهم

اناس اينما حلوا تركوا اثرهم في
الانسان
والمكان
والزمان

ومن هؤلاء الناس..

بل وفي مقدمتهم ..

الاستاذ عبده أحمد عزالدين مكتلي
معلم الصف الاول ابتدائي في مدرسة عبدالله بن عباس
الابتدائية بالمحلة غوان
لمدة اربعة وثلاثين عاما
منذ عام ١٤١٠
وحتى تاريخ تقاعده
١٤٤٤/١٢/٤
هذا الانسان المعلم الذي علّم اجيالا لازالوا يرددون اسمه بكل حب وفخر
رجل اتفق عليه كل من علّمهم
وكل أولياء الامور
وكل من زاملوه
تغير مدراء المدرسة خمس مرات
وتغير الزملاء كثيرا
وبقي عبده مكتلي محل حب وتقدير الجميع
لأنه يعشق عمله
ويرتاح فيه
كان يحوّل فصله الى غرفة خاصة تحتوي على كل مايحتاجه هو ويحتاجه الطلاب
حتى ان من يدخل فصله يشعر بأن المكان حيّ
كان معلما وابا لجميع الطلاب دون تفريق
ويشهد الله انني كنت اراه في الاسابيع التمهيدية وهو يحتضن الطلاب الذين يبكون ويمسح دموعهم
بأبوّة مدهشة ونادرة
لكن
بعد بدء الدراسة
تظهر جديته
حين يطلب من اولياء الامور عدم ازعاجه
بالمجيء المتكرر للفصل
ويقولها صراحة :
ابنك عندي وانا مسؤول عنه
وحتى لو بكى سيسكت ويعتاد الامر
لكن طالما انه يراك فلن يسكت وسيظل يبكي باستمرار
وكانت سياسة خبير
وسياسة ناجحة جدا
واثبتت جدواها على مر السنين
رغم انها تناقض عواطف الاباء نحو ابناءهم !

وكان من حسن حظي وحظ ابنائي الثلاثة ان درّسهم الاستاذ عبده
وأرفق هنا رسالة منه لابني فارس في عام ١٤١٩
يطمئن فيها عليه بسبب غيابه في يوم
ويشرح له ما أخذوه زملاؤه في ذلك اليوم
وهذه الرسالة تمثل مشاعره تجاه كل طلابه
وحبه لهم وحرصه على تعليمهم ومتابعتهم
طوال مسيرته في ميدان التعليم

كما أرفق مقالة لأحد ابناء المحلة ومن أولياء الامور الذين درس ابناءهم علي يد الاستاذ عبده مكتلي
وهو الاستاذ عبدالله احمد زغيبي معلم الكيمياء بثانوية الشريعة
تمثل شهادة جميلة للاستاذ عبده مكتلي
بل وتعبر عن مشاعر كل أولياء أمور الطلاب الذين درّسهم الاستاذ عبده

استاذنا الكريم عبده مكتلي
ان اكبر انصاف للمعلم ان يبقى في ذاكرة طلابه

أما أنت فستبقى
في ذاكرة طلابك
وذاكرة أولياء أمورهم
وفي ذاكرة زملاءك
وفي ذاكرة مدرسة عبدالله بن عباس
وفي ذاكرة قرية المحلة غوان
وفي ذاكرة تعليم صبيا
وفي ذاكرة تعليم جازان
وفي ذاكرة وزارة التعليم في المملكة
اقولها بكل تجرد
ودون مبالغة
ستبقى كانموذج فريد
في انضباطك
وفي اخلاصك
وفي تأثيرك
ويشهد لك بذلك كل من درسوا على يديك
وكل من درّست اولادهم
وكل من عرفوك
وكل من زاملوك
وكل من تعاملوا معك
وختاما..
دعواتنا لك بحياة تقاعدية سعيده وممتعة
حفظك الله ورعاك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى