لِمَ كل هذا العتابْ؟
لمَ كل ذِي الأسئلةْ؟
فؤادي غدا حائرٌ يتساءلْ
عن الغدرِ في قصصِ العابرينْ
لِمَ كل هذا الخداعْ؟!
هل الصدقُ مثلُ الوفاءِ
على شاطئِ الحبِّ باتَ حطاماً؟
كذا عندما أخذوا كل شئٍ جميلْ
لمَ كل هذا الألمْ؟
وهذا الأنينْ؟
لمَاذا الخداعُ، وهذا التآمرُ
بين المحبينَ والطيبينْ؟
فلا للعتابِ
رويدكَ يازمنَ الكاذبينْ!
ولا لصداقةِ قومٍ مؤقتةٍ
مثلِ أوراقِ قد تَنمَحي بعد حينْ
أَفِعلاً غَدَتْ خدعةُ العصرِ؟
أَمْ بعضُ أضغاثِ أحلامِ
يازمنَ النائمينْ؟
فَيَا كم وكم قد بكينا
وما كادَ يُذكَرُ مِنَّا الوفاءْ
ولا الحبُّ يُنعَى
بلِ الجرحَ عَمَّقتَ فينا
وأعددتَ سيفاً لطعنِ القلوبِ
وأيقضتَ جرحاً دفيناً
وأشعلتَ جمرَ الأنينْ
تعالَتْْ هنا صَيَحَاتُ الجراحْ
شربنا المدامعَ حتى ارتوينا
ومَرَّتْ علينا سنينْ
بكينا وأبكَتْ جراحاتُنا العابرينْ
أَيَاحلمُ، كم قد روينا
بآهاتنا قصصَ الهائمينْ؟
فماذا ذَكَرنَا؟
وقُلْ كيفَ كُنَّا؟
هلِ الحبُّ كانَ خداعاً؟
أَمْ حزننا كانَ يبكي
مع حسرةِ العاشقينْ؟
فأدمى التألمُ أرواحنا
كلَّ حينْ
لحتى نزفنا من الجرحِ
عبرَ السنينْ
تَمَهَّلْ، وخذْ، هاكَ حلمي
وهاكَ الحنينْ
لِمَاذا العتابُ؟
لمَاذا الغيابُ الحزينْ؟
لمَ تستمرُّ بِذًا الهجرِ قلْ لي؟
لِمَ لَمْ نُرَوِّ ظمانا؟
لمَاذا غدا حزننا يعتلينا؟
وفينا تَأَلَّمَ من بعدِهِ كلُّ شئْ؟
لِمَ لَمْ نعاتبْ يدَ الحلمِ يوماً!؟
ونخبرُ عن قسوةِ الغادرينْ؟
وقسوةِ تلكَ السنينْ؟
وعن كل جرحٍ بنا غائرٍ
باتَ لا يستكينْ؟
لقد أنهكَ الدمعُ أرواحنا
ومزقَ في قسوةٍ
كلَّ شئٍ جميلْ
لمَاذا العتابُ؟
لماذا الخيانةْ؟
وهل صارَ شكلُ الوفاءِ
مجردَ إسمٍ بلا أيِّ معنى؟
لماذا يُشَوَّهُ بالغدرِ
وَجهَ الجمالْ؟
لمَ خادعونا؟
لمَ قتلوا كلَّ أحلامنا؟
لماذا، لماذا ……؟
ألا تسألوا عن جراحاتنا العابرينْ!
فكم قد بكينا!
وكم جرعونا الأنينْ!
وكم نزفَتْ من جراحاتنا الآهُ
عبرَ السنينْ!
*سلمى النجار*
*الحس المرهف*
*نزارية الهوى*
*غزال المدينة*
