يــا إلــه الــكـونِ يـا مـن قـد فـطــرْ كلَّ شيءٍ وبــــــــراهُ بــــــــقـــــــدَرْ يــــا مجيــبــــاً دعــــوة الـــداعِ إذا صــــابـهُ الــهـمُّ وأضناهُ الـــضـــررْ يــا كـريـمـاً جـودهُ الـجـمُّ يـَفِـضْ على مـن عـــاش بخيرٍ فـــشــكــرْ صـلِّ يـا رب عـلـى البــــدرِ الــذي نــــورُه الوهـاَّجُ في الأرض انتشــرْ أحـمـــدِ الهــــادي النبيِّ المُجتَبى الأميـنِ المصطـــفى خيرِ البشــرْ عـــدَّ مـــا غـــرَّد طـــيـــرٌ وشـــدا وتغنَّى فـــوقَ أغصانِ الـــشـــجــرْ وبـِــعـــدِّ الــرَّمــلِ يــا رب ومـــــا هلَّت المـزْنُ وجــــادت بالمـطــرْ صــلِّ يــا رب عـلـى طــــه الـنـبـي عـــدَّ مـــن بالبيت لبَّى واعــتــمــرْ الأمـيـنِ الـصـــادقِ الـمـاحي الذي قـــد محى بالدين عـُـبَّادَ الــصُّــورْ نــعــمــة الله إلــى الــخـلـــقِ أتـى وبـــدين الله دوَّى وجــــــــهـــــــرْ فــجــرى الــنــاسُ إلــيــه وغــدَوا قــــادةً يُعلُون رايــــات النـَّـصَــــرْ و أقــامــوا دولــةً عــظــمـى بـهـا يُـعــبـــدُ اللهُ على مــــرِّ الــــدَّهَـرْ صـلِّ يـا رب عـلـى الـمـحـمـودِ ما لمع النجــمُ بــــضــــوءٍ وازدهــــرْ مـن عـلـيـه سـلَّـمَ الـصـخـرُ ومـنْ له حنَّ الـــجـــذعُ والبـدرُ انشطــرْ مــن أتــى الــذئبُ إلــيــه طـائـعـاً وبعيرٌ جـــاءه يشكـو الـــضَّـــجــرْ مــن جــرى الماءُ بــكــفـَّـيـهِ ومـن فيهما قـــد ســـبـَّــح الله الحجــرْ يــا إمــــامَ الـحـقِّ يـا نـــورَ الدُّجى يا نبياًّ ِذكْـــرُهُ يـُحْــلي الــسَّــمَــــرْ يــا ابــنَ عــبـدالله يـا زيـنَ الـورى يا حبيبــاً زانـَــه الـــوجـــهُ الأغـــرّْ يـا طـبـيـبـاً مـنـه طـابت في الدُّنى مُـــهَـــجُ الخلقِ وجافاها الـــكــدَرْ قــــد عـــلا ذِكْـــرُكَ أعـــلاه الَّــذي عنده فـــعـــلُ البرايا مُـــســتـَطـَـرْ أنت من جـــاء إلـيـنــــا مُــعــجِــزاً ببديع الــــقـــولِ في آيِ الـــسُّـــوَرْ أنت غـــيـثٌ يــا نـبــيَّ اللــه قــــدْ أحيا أمـــواتـــا بها لمٰـاَّ انـــهــمـــرْ أنت شمسٌ قد أضـاءتْ فاخـتفت ظلماتُ الــجــهلِ والظلمُ اندحــرْ يـا فـصـيـحَ الـقـولِ يـا الأُمِّي الذي بهــــر العُـــرْبَ بِــــــدُرٍّ وأسَــــــرْ إن تــحَدَّثتَ قــلوبُ الناس تـَشْــ ــفَـــى من البأسِ وتَهْنى وتُـسَـــرّْ أنـت أصـلُ الـجـودِ تُغْـني كلَّ من في دُنـانــا عاش بــُـؤساً وافــتقـرْ يــا شــجاعــاً مـا رأى الـكـونُ لـه مثَلاً يـــــومـــــاً ببـَـرٍّ وبـَــــحَـــــرْ أنت لــيثٌ لا تــهاب الـمـوتَ كـم رُحــــتَ تُردي من تمادى وكَــفــرْ يـا أمـيـنَ الـوحـي يـا هادي الورى يا طليقَ الــوجــهِ يــا عطرَ الزَّهَــرْ لك حُـــبٌّ فـــي فـــؤادي جـــارفٌ واشتياقٌ لك يا نـــورَ الـــبـــصــــرْ ومن الـــحُـــبِّ أردتُ الـــيـومَ أن أسْكُبَ الـــمـــدحَ مشِـــعًّا كالدُّررْ فيك يـالـمـعـشـوق لكن أحْــرُفي عقُمتْ والدمعُ من عيني انــحدرْ كلَّـــمــا أبـــدأُ بـــالـــمـــدح أرى كل ذنبٍ من أمــــامي قـــد عــبرْ كُــبـِّـلــتْ كَفِّي من الإثــم ومِــنْ خجلي قـــد شـــرد الشعر وفـــرّْ فــلــجــأت اليـوم يا نــور الـدُّنـى باشتياقٍ لـــحـــمـــاكَ المعتَطــرْ يـا شـفـيـع الخلق أرجـــو أن تكُن عند ربي لي شفيــعــاً من ســقَــرْ وإذا جئتُ إلــى حـــــوضِـــكَ في يوم يشكوا الناسُ من قيْضٍ وحَرْ فاســقـــني مـنـه ولا تـردُدْنـي يـا من هواهُ في فـــؤادي قد وقــــرْ يــا رســولاً نــشــر الــعــدل كما لعروش الظلمِ والبــطـشِ قـهــرْ قـــد مٰلأتَ الأرضَ عــدْلاً بعدما مُـــــلِئَتْ جـــــوْراً وظُلْمـاً وقَتـَـرْ وتــركْــت الــنــاسَ فيهـا إخـوةً يــعـــبـــدون المتعالي المقتدرْ لــكــن الأحــوال ســاءت بعدما جيلُنا بالشرق والــغــربِ انبــهرْ مُـزِّقـتْ دولـتـُنـا الــعظمى الـتي مجدُها في هامةِ السُّحْب استقرْ وتــــبـــدَّتْ أُمَّــــةُ الاســــلام مَنْ ذلَّـــــت الـــــرومَ وكسرى والتَّترْ
يـعـتـريـها الضعف يشقيها الأسى
ويُغلِّـــــفْــهـا هــــــوانٌ وخَـــــورْ يـشـتـكـي الـقـرآن هـجـراً طـائلاً قلَّ مـن يتلــو بـه آي الــــسُّـــوَرْ وبــيــوت الله عــنــهــا جيلُـنـــا قــــد تولَّى للمـلاهي وهـــجـــرْ قــد غــدت أيامهـــم ليــلاً وقـد جعلوا الليل مـــجـــوناً وسهــرْ مـــلأ الـــحـــزن فــؤادي ولقــد مضَّني الــكــرب وأضناني القهَرْ نـسـأل الرحمن إصـلاحـاً كمـــا نرتجي النصر على من قـد مـكرْ ليعود المجـد يـومــاً مـثـلـمــا كان عهـــداً به دومــــا يُفتخَــرْ
يــا إلهــاً عنـده مـا خــاب مـن جاء يــومــا بــــذنــوب واعتذرْ يـاعظيم الصفح يا من في الدُّنى قد عصيناه طـــويـــلاً فـــســتـرْ جــئــتـك الـيـوم مـنـيـبـاً أرتجي توبةً مـــن قبل أن يفنى العُمُـــرْ بـهـا تـنْـجـيـنـي مـن النـــار وفي جنة الـــمـــأوى يكون المستقَرْ واجعل اللهــم قــبــري روضــةً عنه ينأى كلُّ بــأسٍ وخــــطـــرْ وبـفـضـــل مـنـك أدخلني مـع سيد الخلق جـــنـانـاً ونـــهَــــرْ أنت من في الصبح أدعو والمسا أنت من أدعوه فـي وقت السَّحَرْ فـاقـبـل الـدعـوات مـنِّـي بعدما يا إلـهي قـد دنـا يــــومُ السفَــرْ ثــم يــامـن خـيـره الـمـدرار قـد فاض في كل ربــــانــــا وغــمَــرْ صل يـارب على الـمـحبـوب مـا شعت الشمس بضوءٍ والقمـــرْ سـيـدِ الـخـلـق جميعاً خيرِ من صــام واستــاك وصلَّى وذكَــــرْ أحمد الـهـادي الــذي دلَّ على كلِّ خير ونـــهــى عن كُلِّ شـــرْ صـلِّ يـا رب على من قد مشى نحوه يوما ونـــاجـــاه الشجـرْ وارض عـن أصحابه الأفذاذِ مَن بهمُ الدينُ تجـلَّى وانـــتـــصـــرْ عـن ابـي بـكـرِ وعـثـمـان الحَيِي والــشـهـيـدينِ عليٍّ وعــــمــــرْ وعــن الآل وكل الـصـحـب مـن بدماهم تــربـُنـا الــغـالي اعتطَرْ وعـلـى من سـار في درب التُّـقى واقْتفى عن صاحبِ الحوضِ الأثَرْ وختــــامــاً يا إلــــهـي دعـــــوةً أرتجيها بعد مــا شــاب الشعَــرْ الــــرِّضــــا والعفو والغفـران يا منزلَ الكهفِ و طـه والــــزُّمَـــرْ وإلــى وجــهـك أرجــــو خـالقي في جنان الخلد أهـنى بـالــنــظَرْ
شعر/ أحمد هادي دهاس