خلق الله الانسان من :جسد وعقل وروح .
فكانت هذه مكوناته الأساسية التي تجعل منه كائنا غير الاخرين ،ومخلوقا مميزا كرمه الخالق وجعله خليفته في الأرض .
و الاهتمام بالجسم يعني تلبية حاجات الجسم الموجبة لنموه وصحته وحيويته :
كالغذاء والشراب النظيف والكساء ونحوها من ضرورات كما علينا العناية الصحية بالبدن حين المرض, و الاجتناب عن اكل المحرمات ، و إعطاء البدن حق الراحة و النوم في حالة التعب, لكي تقوى خلايا الجسم.
و الاعتناء بالجانب الروحي للانسان يعني :
تطهير النفس من الشوائب المادية بالتقوى, و اجتناب الحرام, و ترك المكروهات لكي يصل الى الكمال و هو نوع من الجهاد و الرياضة النفسية.
إن الانسان هناؤه الجسمي والفكري منوط بصحة هذين العنصرين وسلامتهما معاً.
لهذا كان على طالب السعادة ومبتغيها أن يعنى بهما عناية فائقة تضمن صحتهما وازدهارهما، وصيانتهما .
ينطلق الإسلام من قاعدة أنّ الله -عزّ وجلّ- الذي خلق البشرية جمعاء هو الأعلم بما يُصلح حال الناس، وما ينسجم مع جبلتهم التي خلقهم عليها، وهو العليم الخبير بمساوىء الإفراط أو التفريط في إشباع هذه الغرائز، لذا كان التشريع الحكيم قائماً على هذا الفهم، وكان الهدي النبوي الحكيم يشكل أنموذجا تطبيقياً لهذا الاعتدال في التعامل مع الغرائز البشريّة.
العبادة تقوي أواصر الارتباط بين الانسان و ربه
و التربية العقلانية تساوي تربية عقل الانسان عن طريق طلب العلم .
و أشرف المراتب في طلب العلم هو العلوم الدينية مع الاحكام الشرعية, الخير, الشر, الفضائل
و الرذائل.
إن رضا الله هو الحالة الجوهرية التى نسعى إلى الوصول إليها وعندها نشعر بانسجام شديد بين العقل والروح والجسد .
يسعى المسلم في هذه الأيام الفضيلة إلى تقوية الجانب الروحي عنده
فالعبادات بشكل عام تزيد من روحانيّات الإنسان وتتجلى عليه الرحمات والسكينة .
و لتقوية الجانب الروحي علينا :
تأدية العبادات …
التّأمل والتّدبر في الكون …
لكل من الجسم والروح أشواقه وحاجاته:
و التوازن بين الروح والجسد حاجة إنسانية وتشريع ديني .
و إذا لم نحقق التوازن الذي رسمه الإسلام منهجاً ضامناً لسعادة الناس، و التفريط في التعامل مع حاجات الروح والجسد يؤدي إلى ظهور الأمراض النفسية والمشكلات الاجتماعية الكثيرة نتيجة فساد الفطرة، والنزوع بها عن حد الاعتدال والتوازن .
وهذا مُشاهد ومُعاشٌ في كثير من المجتمعات .
نحن أمة وسطا ، قال الله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) .
كيف استطاع الإسلام أنْ يوازن بين الروح والمادة، وما هي أصول ومظاهر هذا التوازن؟
يمتاز الوحي الإلهي الذي جاء به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بتشريعات وأحكام توافق الفطرة البشرية، وتراعي أشواق الروح وحاجات الجسد، وامتازت بموازنتها بين العمل للمعاش في الدنيا والعمل للآخرة، حيث تظهر سمات التوازن .
إن فلاح الإنسان في حياته الأولى والآخرة متوقف على تزكية نفسه وتهذيب انفعالاته وميوله وغرائزه الفطرية، وأن السبيل إلى هذه التزكية واحد لا ثاني له هو التربية الروحية والمجاهدة ومداومة العبادة والاعتصام بمنهج الله والاستقامة عليه.
و إن أول ما يساعد الإنسان على التحكم بأحاسيسه:
الاتزان الروحاني، وهو أساس السعادة الدائمة، والسبب في ذلك أنه عندما يكون إدراكك روحانياً، يصبح تفكيرك روحانياً، وتركيزك روحانياً، وإحساسك وسلوكك روحانياً، وبالتالي تصير نتائجك روحانية.
و هذا يؤدي إلى ارتياح عام وهدوء عجيب مما يؤدى إلى السلام الداخلي .
رضا الله هو الحالة الجوهرية التى نسعى إلى الوصول إليها وعندها نشعر بانسجام شديد بين العقل والروح والجسد مما يجعلنا نشعر بالاطمئنان والاستقرار والأمان .
على كل شخص الإهتمام بهذه الجوانب وتنميتها حتى نحقق السعادة والنجاح .
إن لم تكن غايتنا روحانية إيمانية تتمثل فى رضا الله سبحانه وتعالى فاعلم أنه ليس للحياة قيمة، فقد سمعنا عن شخصيات وصلت إلى أقصى درجات النجاح فى مجالات مختلفة مثل “ديل كارنيج” مؤلف كتاب دع القلق وإبدأ حياتك – وهو من الكتب الأكثر مبيعا فى العالم- مات منتحرا والفنانة داليدا أيضا ماتت منتحرة وتركت ورقة مكتوب فيها لم أجد لحياتى معنى، وذلك لأنهم لم يجدو قيمة عليا للربط بينها وبين أهدافهم فى الحياة ولم يجدوا لحياتهم قيمة أو غاية حتى يعيشوا من أجلها
لذلك علينا أن نتذكر أن العبادات بشكل عام تزيد من روحانيات الإنسان؛ فالصّلاة تعمق الجانب الروحي في الإنسان من خلال توثيق صلة العبد بربه فتفيض عليه المعاني الربانية وتتجلى عليه الرحمات والسكينة .
وقد حث الله -تبارك وتعالى- عباده على النظر في الآفاق والتفكر حيث قال: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وجاء في آية أخرى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .
ندى فنري
أديبة / صحفية