مقالات مجد الوطن

ياعيد!!

 

محمد الرياني

ضع ياعيد كل رداء جئت به على كل باب، رش على كل رداء قطرًا من قطرات الحياة كي تسلو النفوس، توجد على بعض الأبواب بقايا حزن وألم وعلى بعضها الآخر شذى سعادة، وفي الداخل تعبق بعض البيوت بالأفراح، وتجثم على بعض القلوب عواصف ألم، نعرف عنك أيها الزائر الجميل نقاءك الأصيل، تأتي لتزرع حول الأحزان سياجًا أخضرار، وتلقي عند العتبات ورودًا نقية كي تتلقف دموع الفقد التي تهمي في الصباح، امض ياعيد نحو الأبواب، ضع عند كل باب بطاقة تهنئة، نعرف عنك صفاءك الذي يطرد الأبخرة السوداء التي تأتي لتعكر صفوك، وتلقي على الحياة ظلام الوحشة، أنت البهجة المنتظرة التي تمسح الأحزان وتجلب من الحدائق والبساتين ألف عنوان وعنوان، كل عنوان يحمل وردة، ولكل وردة لون كي تنفرج الهموم والأحزان.
تأتي أيها العيد على أحياء تكسو وجوههم البسمات، يأملون في عطفك الاستثنائي ولطفك الأبدي كي تمنحهم وسادة الهناء، وديباج السرور، وعبير الزهور، جئت لنحتفي بك وتحتفي بنا، نضمك وتضمنا، تؤنسنا ونأنس بك.
أي عيد يشبهك ياعيدنا الكبير، نرى الجبال الشم بيضاء يكسوها الثلج ونراك أعظم منها، ونرى حدائق الربيع تزينها العصافير ونراك أروع منها، تجتمع فيك كل أشكال البسمات وقد اعتدنا على شكل واحد للابتسام، دعنا اليوم نفرح بك، ونغسل أحزاننا في حضورك، وإذا حان الوداع، نلقي عليك نظرة الوداع من أجل أن نراك في لقاء قادم وقد أتيت لتلقي أرديتك من جديد، نقول ذلك بمشيئة الله الذي خلقنا وجعلك في دائرة حياتنا.
كل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى