هبطتُ مصرَ ولا أَدرِي بأن بها
كل الجمالِ فكم غنّيتُها ثَمِلا
أشتمُّ منها عبيرَ المسكِ منتشراً
شربتُ من نِيلها فانسابَ لي عسلا
كأنني والهوى عزفٌ وأغنيةٌ
مابين احضانها ضيّعتها سُبُلا
تَراقصَ الوردُ في أفنانها طرباً
كأنما العطرُ من جنَّاتها خَمِلا
تراثُها باتَ منقوشاً على هَرَمٍ
على كنانتها كل الهنا هطلا
ياليت سجنُك “يالصدِّيقُ” يجعلني
على خزائنها كي أرتقي زُحَلا
مع زُليخةَ ، حبي لم يكن هَرِماً
مثلُ العزيزِ فلا تستنطقوا الجدلا
أبا حليمٍ عشقتُ اليوم صحبتكم
شهماً عرفتُك مابين الورى رجلا
يا صاحبي إبنِ لي صرحاً وشيّدهُ
لأرتقي الشعر في “أُم الدُّنا” غَزَلا
حتى أُعانقُها شوقاً ، وأكتُبها
عشقاً ، وألثمُها بين الشّفاةِ حلا
هذا أبوالطَّلِّ يهديكم نسائمها
ياليتني من هنا ما كنتُ مرتحلا
أبوطلال محمد الحكمي