مقالات مجد الوطن

الفن بين الحقيقة  و الجمال . 

الفن بين الحقيقة

و الجمال .

 

ماهو الفن ؟

 

يقول اليستر ماكفارلين جويند ؛

 

الفن وسيلة لالتقاط العالم ..ليس العالم المادي و حسب مثلما يفعل العلم … و إنما العالم ككل و تحديداً العالم البشري …

عالم المجتمع و التجربة الروحية .

 

الفنّ هو أمر نقوم به ..

إنه فعل …

هو تعبيرٌ عن أفكارنا ومشاعرنا، عن حدسنا ورغباتنا .

 

هو الطريقة التي نرى بها العالم ، حيث لا يمكن للكتابة وحدها التعبير عنا بإخلاص ..

ولأنّ الكلمات وحدها قد لا تكفي، فلا بدّ من ابتكار وسيلة أخرى تحمل نوايانا.

 

ظهر الفن قبل حوالي 50.000 ألف سنة ، قبل المدن و الحضارات بكثير ، حيث يقدر عمر اللوحات الجدارية في كهوف لاسكو بحوالي 17.000سنة .

 

يكمن الفن في كيفية استخدامنا تلك الوسيطة، في الأسلوب الذي نوصل من خلاله المحتوى.

 

الفن الجميل هو ذاك الذي ينجح في تصوير أشد انفعالات الفنان عمقا ، سواء كانت جذابة و مشرقة ،أم مظلمة و منفرة ، في نهاية المطاف ليس في وسع الفنان أو المشاهد التأكد من أن فكرة العمل الفني قد وصلت كما أرادها الفنان تماماً ، لأن الذائقة الجمالية مسألة ذاتية .

 

ليس الفن ايجابياً على الدوام :

أحيانا يكون الفن مؤذي

و باعث على الأسى …

و قد يدفعك للتفكير في أشياء أو أخذها بعين الاعتبار حينما تفضل ألا تفعل ذلك …

 

أي عمل يستدعي فيك إحساس ما فإنه عندئذ فن .

 

لا يتعلق الفن بإنتاج أشياء أو أحداث جميلة ، حيث أن في وسع القطع الفنية إثارة مشاعر أخرى عدا تلك التي يثيرها الجمال :

كالإحساس بالذعر أو القلق أو حتى الضحك ، في هذه الحالة نقول أن الفن يتألف من أفكار يشترك فيها الناس ، و لها تأثير عاطفي .

 

هل الفن جميل ؟

 

أحيانا يرتبط الجمال بالفن ، و أحيانا يكون لدينا هذا التوقع بأننا على موعد مع الجمال .

 

فالجمال يرتبط بالفن ، مثل التعبير عن جمال زهرة ، أو منظر غروب ، أو حتى الضوء من خلال نافذة زجاجية …

 

لكن قد يكون لدينا هذا التوقع بأننا على موعد مع عرض جميل حيثما نذهب لمشاهدة عمل فني ، فلتكن لمحة ، أو تمثال ، أو كتاب ، أو أداة ، فإن التوقع سرعان ما يخبوا .

 

إذا الجمال هو قدرة عمل فني على بث استجابة عاطفية سارة ، و يمكن تصنيف هذه الاستجابة على أنها ” الإعجاب ” أي تكمن المهارة في تقديمها كفن .

 

فإن في وسعنا رؤية أن الجمال يكمن فعلا في عين الرائي .

 

العمل الفني هو ذاك الذي يطرح سؤالا لا يطرحه عمل غير فني ،ألا و هو ماذا أكون ، مالذي أوصله للمتلقي ؟

تتنوع الإجابات لدى الفنان .

 

في العموم يؤدي الفن إلى تطور الحضارة فهو يعكس المجتمع و الأخلاق ، كما أنه حجر الأساس في عملية خلق الثقافة . جائش بالفكر ، دافق الأفكار ، لا يمكن فهمه تماماً بمعزل عن سياقه .

 

في وسع الفن إيصال رسائل متجاوز الزمن و اللغة .

 

إحدى الأوجه الأخرى للفن تكمن في إمكانية أن يصبح سلعة تجارية.

 

بعض القطع الفنية تعبر عن عملية إبداعية لها قيمة تجارية حسب جودة القطعة الواحدة

و تأثيرها ، و الأفكار الفنية و الثقافية المرتبطة بها ، إذا نستطيع صناعة الفن .

 

في النهاية الفنّ اليوم، هو مقدار النجاح التجاري الذي يحققه أداء أو عمل ما، والناظر اليوم سيجد أن جودة الفنّ قد انحدرت إلى مبيعات الكتب، أعداد المشاهدات، أو كمية التحميل لتسجيل ما. ومن المحزن ضياع الانطباع الشخصي .

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى