” في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”
يُضرب هذا المثل في صدد الأمور الكبيرة، التي تحتاج للمشاورة والتأني وتفكير طويل قبل البت في الموضوع .
يحذر المثل من العجلة في اتخاذ القرارات، والسرعة في التصرفات وردات الفعل، إذ تحتاج جميع الأمور الحياتية إلى التروي.
هل أنت شخص عجول ؟
كيف أتعلم التأني و التروي ؟
الإنسان عجول بطبعه، كما في الآية: “خُلِق الإنسان من عجل”
فالسرعة تتفاوت بين الناس …والآية تصف الإنسان من مسألة نفسية، والناس بعضهم سريع وبعضهم بطيء ليس نفسياً فقط بل جسدياً .
في الوقت الذي قد يكون فيه عدم استعجالك للأمور جزء من سحر شخصيتك ، قد يكون هذا مزعجاً لزملائك أو أصدقائك الذين يعتمدون عليك .
هل تشعر بالوقت أكثر من غيرك؟
هل تطالع الساعة كثيراً؟
هل تتكلم بسرعة؟
إذا أخذ محادثك وقتاً ليصل للب الموضوع هل تثور عصبيتك؟
هل تزدرد اللقمة أسرع من غيرك؟
هل أنت غالباً أول من ينتهي؟
أتلاحظ أنك أسرع مشياً من الآخرين؟
هل بطء الحركة المرورية يجعلك تنفعل؟
هل تدمن وضع جداول زمنية وتخصص للأنشطة أوقاتاً معينة؟
هل تكتب الكثير من القوائم مثل “قائمة الأشياء التي سآخذها معي في رحلة تخييم/ سفر/ إلخ”؟
هل تفيض منك تلك الطاقة الساخنة التي تنفثها أعصابك؟ السريعون يعرفون شعورها.
هل تثور مشاعر العصبية والغضب أو التوتر إذا كان عليك الانتظار في السوق أو البنك أو المطعم.. إلخ؟
لعلك من النوع الذي إذا دخل ورأى صفاً من الناس خرج فوراً!
هل ينبهك الناس أنك سريع في المشي
أو القيادة أو الأكل أو الكلام؟
هل تسمع نصيحة “هدئ أعصابك” أو “لا تنفعل” كثيراً؟
إذا أجبت بنعم على معظم تلك المعايير بالأعلى فأنت صاروخ بشري!
لابأس في ذلك ، لكن هدئ أعصابك قليلاً، من أجل صحتك على الأقل، وبعدها كن سريعاً.
للتعامل مع عدم الصبر
و ومساعدة الشخص المتعجل :
على سبيل المثال :
إن كنت تعلم أن مديرك يستاء من تسليم التقارير في اللحظة الأخيرة ، حاول تأجيل بعض الأعمال الأخرى لتسلم التقرير في الوقت المحدد .
تحدث مع شريكك عن تأثير التعجل لديك !
هل تفقد زوجتك صبرها عندما تتردد في اتخاذ قرار معين .
عبر ببساطة ” ماذا يمكنني أن أفعل لأقلل إحساسك بهذا الأمر ؟
إذا كنت تلاحظ تعجل في سلوك طفلك المراهق !
حاول ابتكار طرق عملية للسيطرة على تعجله مع الحفاظ على هدوئك .
كأن تقول لقد شعرت بالتوتر عندما طلبت مني الإسراع ، هذا الموضوع يحتاج لبعض الوقت . هل ممكن أن نؤجل النقاش به حتى الغد ؟
نحن لا نعلن حربا ضد السرعة، بقدر ما نعلن من شأن التأني ،
فمحاسن السرعة في حياتنا المعاصرة لا ينكرها أحد “الإنترنيت، الطائرات، القطارات السريعة، الخدمات عن بعد…”، إلا أنه يحذر من تحولها إلى نقمة، تجعلنا سجناء في محراب السرعة .
يرى كارلو بتريني مؤسس
“حركة الطعام البطيء”
أن هذه الفلسفة لا تدعو إلى البطء في كل شيء، فمن شأن هذا أن يجعل أصحابها حمقى .
جوهر الدعوة أن يضبط كل فرد إيقاع حياته، ويقرر بنفسه وتيرة سرعته، فبعد أن يشعر بالارتياح من فعل بطيء صغير، ينتقل إلى ما هو أكبر منه تدريجيا، حتى يحدد الإيقاع المناسب لحياته .
في النهاية علينا القيام بالأشياء بأفضل طريقة ممكنة، بدلا من القيام بها بأسرع طريقة، إنها دعوة إلى أن نمنح كل لحظة في حياتنا الوقت والانتباه اللذين تستحقانهما، بدلا من الجري نحو النهايات، فالجودة أهم من الكم في كل شيء، سواء أكان ذلك في عملنا أو في طعامنا أو في تربيتنا لأبنائنا.
ندى فنري
أديبة / صحفية