مقالات مجد الوطن

الصراحة والصدق 

الصراحة والصدق

 

الصراحة والصدق من أنبل الصفات التي يمكنك أن تتمتع بها؛ فالإنسان الصريح هو الصادق الذي يقول الحقيقة .

 

يقول جبران خليل جبران

: “أن تكون صريحًا يعني أن تكون عدوًا للجميع”.

 

لا شك أن الصراحة والصدق صفات نبيلة في الإنسان، وأن تكون صريحًا واضحًا، أفضل بكثير من أن تكون كاذبًا ذو وجهين، تنافق أمام الناس، ومن خلف ظهورهم تقول العجب عنهم.

 

بين الوقاحة والصراحة شعرة… فعندما تتحول هذه الصراحة إلى وقاحة، حيث يستخدم الشخص فيها أسلوب فظ، وكلام بلا أدب، ينقلب به الحال لأن يجعل الآخرين يصبحون أعداء له، ويبتعدون عنه واحدًا تلو الآخر.. ولا تترك له محبًا أو صديقًا .

 

في هذا الزمن هناك الكثير من الأشخاص يحبون أن تجاملهم، وأن تحدثهم بكلام رقيق، وأن تصفهم بما ليس فيهم، وأن لا تواجههم في عيوبهم، ونقائصهم، فبهذا سيحبونك، وستصبح الأفضل بالنسبة لهم.

 

لكن هل ترضى أن تجامل و تخدع الآخرين ؟

 

 

هناك دراسة لعلماء من جامعة لندن تم اجراءها على أكثر من 50 شخص تفيد بأن الصراحة تشعر الشخص التي يتخذها مبدأ في حياته بالرضى عن نفسه، على العكس تمامًا من الناس التي تميل إلى الخداع، كما أفادت الدراسة بأن الصراحة تفيد الصحة النفسية والعقلية.

 

وأنت، ما رأيك بمقولة جبران؟

 

هل تؤيد أن تكون صريحا وفي نفس الوقت تكون عدوًا للجميع أم أنك لا ترغب في تشكل عدواة مع الآخرين، لِذا ستجامل وتخدع الآخرين؟

 

تخيل.. أغلب عباراتنا ونقاشنا مع الآخرين يكون في مجمل الحديث كلمة (بصراحة، بصدق، بواقعية..) وهي مفردات لن نستخدمها إن لم نكن بالأصل نحب أن نتعامل فيها…

 

المجاملة جميلة، حين تكون في أمور لطيفة وبسيطة لا تحتمل التزييف.. فبعض الكلمات اللطيفة قد تقلب مزاج شخص متعكر، كما أنها قد تدرء عن شخص تبعات الضيق والاختناق، فهل يفترض بي أن أقول لفتاة قبيحة ما أقبحك؟!، ولزميل معي في العمل عاجر: أعتذر لن تكون في فريقي لأنّ عجزك سيؤخرنا عن إتمام المهمة؟!، وما شابه من هذه العبارات؟؟

 

بعض الكلمات الصريحة جارحة تؤلم الآخرين، وليس هنالك ما يمنع من قول الأمر بصدق ولكن بتجميله، فالصراحة لا تعني القسوة في التعامل مع الآخرين، والمجاملة لا تعني عموماً الكذب..

 

يمكننا أن نكون صادقين وصريحين ولكن منتقين بعناية العبارة التي نتحدث بها.

 

في النهاية يقولون :

 

كن صادقا ولا تكن جارحا …

كن صريحا ولا تكن

كن متأنيا ولا تكن متسرعا …

كن معتذرا ولا تكن مجادلا…

كن قويا ومواجها ولا تكن ضعيفاً…

 

يمكننا أن نكون صادقين وصريحين ولكن منتقين بعناية العبارة التي نتحدث بها. …

الصرحاء يعيشون حياة أفضل …

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى