✍🏻 رقية زين شامي
كان طفلاً صغيراً بين أحضاني .. احتضنه تارة .. وتارة يشدني بشعري بيديه الصغيرتين ..
مرت شهور وبدأ يخطو خطواته الأولى .. كان يخطو خطوتين فيسقط على الأرض وينظر لي مبتسماً وكأنه حقق انتصاراً بتلك الخطوتين . استمرت محاولاته لتحقيق انتصاره بتلك الخطوات ، حتى حققها بعد أن أكمل عامه الأول ..
مرت السنوات الأولى لطفلي الحبيب ( راكان) بروح مليئة بالحب والإبتسام ، لم يكن طفلاً مشاكساً أو مدللاً . كل لعبة كنت أقدمها له كانت تفرحه ..لكني لم أشاهده يوماً يبكي من أجل الحصول على لعبة ..
أكمل طفلي الست سنوات من عمره ودخل المدرسة . بدأ يتعلم الحروف وكتابتها .. وفي تلك الفترة التي يتعلم فيها الحروف جلست معه لأعلمه كيف يمسك القلم ويكتب .. لكنه أخذ القلم من يدي وقال أنا أعرف أمسكه . كتب اسمه ونظر لي مبتسماً .. ابتسامة انتصار تشبه تلك الإبتسامة التي حقق فيها انتصاره عندما خطا اول خطوتين . ابتسمت له واحتضنته وقلت له انت بطل . خرج من بين احضاني والابتسامة لا تفارق وجهه الطفولي وقال اعرف اكتب اسمك .. وكتب اسمي بكل مهارة واتقان .. حينها ايقنت جيداً ان طفلي ذكي .
مضت السنوات الأولى في دراسته وهو يتفوق وينجح . اكمل المرحلة الإبتدائية بكل هدوء وتفوق ، ولم يسبب لي ضجة بشهاداته وتفوقه ، فهو وبرغم صغر سنه كان يشعر بي ويعلم جيداً مدى انشغالي وزحمة مسؤلياتي ..
كان يتفوق سنة تلو السنة وانا فرحة بتفوقه في كل مرحلة يجيئ بشهاداته .. كبر طفلي الأنيق وتفوق على الجميع .. كان الأول على دفعته وبعد تخرجه حصد الكثير من الشهادات والدورات .. وقريبا بإذن الله سيكون موظفاً في إحدى القطاعات الحكومية .. وسيكمل مسيرته في الحياة كما بدأها منتصراً مبتسماً هادئاً بطلاً