د . ضيف الله مهدي
الأستاذ أحمد بن محمد بن علي مطاري
هذا رياضي من الرياضيين الأوائل في بيش لم أشاهد حريفا مثله إلا قلة منهم محمد السيد ويحيى مطوع وأستاذ مصري اسمه محمد السعيد وحمد شقيفي وحسن عمر أبو راسين .
الأستاذ أحمد مطاري درس في معهد التربية الرياضية بالرياض !
لعب مع عبد الله فودة ( العمدة ) لاعب المنتخب والهلال وأحد ولعب مع مرضي الدوسري وخالد سرور وناجي عبد المطلوب ومصطفى الدقل ومحمد المغنم ( الصاروخ ) ومبروك التركي وسلطان مناحي لاعبي المنتخب السعودي في التسعينات الهجرية .. وهؤلاء كلهم كانوا يمثلون المنتخب السعودي في دورة الخليج الثانية والثالثة والرابعة .
تخرج وعين معلما في مدرسة بيش الإبتدائية عام ١٣٩٤هـ . وكان أستاذي في الصف الخامس والسادس والأول المتوسط . التحق بكلية التربية في المدينة المنورة بعد ذلك ليحصل على درجة البكالوريوس !!
في ليلة من ليالي عام ١٣٩٣هـ وبعد صلاة المغرب تسامعنا أحمد مطاري روح ، أحمد مطاري روح وروح من الرياض فهرعنا كلنا كبار وصغار إلى بيته كنت يومها أدرس بالصف الرابع الإبتدائي . كان في مقدمتنا الأستاذ موسى جِبْرِيل عبادي ووالده خال الأستاذ موسى .. وصلنا وخرج يستقبلنا .. قال له : بكرة معانا مباراة مع التهامي !! فمما سمعته ، كان عندنا اختبارات وما لعبت لي أسبوع أو عشرة أيام فكان الأستاذ موسى يؤكد عليه بأن يلعب .. روحنا فرحانين بأن أحمد مطاري سيلعب ، فرحتنا ليس فوز بيش
إنما فرحنا بأننا سنمتع أنفسنا بمشاهد لاعب أفضل من لاعبي المنتخب بل سنشاهد أسطورة بيش بل سنشاهد أحد عمالقة الرياضة الذين لن يتكرروا .
في عصرية اليوم التالي رحنا لملعب زحل شمال منزل الأستاذ محمد عمر أبو راسين .. فرحانين بأننا سنشاهد أحمد مطاري ، نزل فريق التهامي يضم عمالقة هزموا الوديعة وتربة والربيع وغيرها من الفرق ، يتقدمهم شحاري وعلي عبده أو مصطفى عبده وغيرهم .. ونزل بيش وأظن معهم حسن عمر أبو راسين ومحمد عمر أبو راسين وشوعي عارضي وغيرهم ممن نسيتهم .. لم نر المطاري فتغيرت سعادتنا .. سجل التهامي ثلاثة أهداف والمطاري واقف لابس ثوبه والغترة والعقال يتفرج ، والجماعة يحاولون فيه وأخيرا ينزل بعد تسجيل التهامي الهدف الثالث . يخلع ثوبه ويلبس حتى الجزمة لبسها بدون شراب وبس نزل والله فريق كامل نزل وليس لاعب واحد وغير مجرى المباراة وصار لاعب واحد يفعل في التهامي الفعايل وهدد بيش مرمى التهامي وأنقذ القائم والعارضة التهامي مرات كثيرة .. وفِي آخر الشوط الأول يأتي لاعب من التهامي فيصدمه بقوة طاح على الأرض .. لم يطح ويبقى في مكانة بل كان ينط مثل الكرة حتى سمعت والله بأذني واحد يقول شوف المطاري طاح على الأرض وينط كنه كورة خنزير ( الكورة ذي في أيامنا كانت موجودة لونها بني ) ما تستقر على الأرض . بعد الطيحة طلب التغيير وخرج .
أمضى الأستاذ أحمد في التعليم ما يقارب أربعون عاما وتقاعد في مدرسة أبي هريرة الابتدائية بعد عمر حافل بالمنجزات الرياضية والمهرجانات والمعارض وكان أفضل من ينفذ ركلات الجزاء ..
رجل قوي وهادئ وقبيلي ويتعامل مع الناس تعاملا رائعا ومتدين وعامود من أعمدة مسجد العبادي ، ما يفوته فرض إلا هو في مقدمة الصف الأول .. كل من راح إليه في حاجة ما يرده .. عمدة في حي حارة العبادي لم يبق من جيل الطيبين إلا هو متعه الله بالصحة والعافية والعمر المديد في طاعة الرحمن .
0 49 2 دقائق