قصة قصيرة
الكاتبة/أحلام بكري
…………..
مُعلّقة بحبائل المسؤولية منذُ ريعان شبابها ، في وجه المدفع ومتصدرة المشهد أمام كل ما يواجهها داخل المنزل وخارجه ..
تحتضن المريض ، وأمام الطبيب تشرح الوضع وتستفسر عن العلاج ومضاعفاته الجانبية ، تُشرف على تدريس وتعليم من يصغرها سناً من أفراد أسرتها الكريمة..
عينها ترعى والديها الطاعنين في السن ، هاتفها لا يهدأ فقائمة المتصلين معظمهم فئة العمالة المنزليّة ، السائق والكهربائي والسبّاك الدهان و عامل التنظيف وعامل البقّالة ، مُستلزمات العائلة وصيانة المنزل وإدارته الماديّة مرهقة ومكلفة لا تنتهي ولا تهدأ..
أنقسم يومها بين عملها نهاراً كممرضة ورعايتها لأسرتها ليلاً..
.
فتاة شابة أنضجتها مسؤوليات الحياة قبل أوانها ، أثناء هذا الثقل الواقع على عاتقها وفي خِضم حياتها المُرهقة جداً ، تقدم لخطبتها شاب ، فوافقت دون تردُّد ، كأنها وجدت المتنفس والمخرج من كل ما يحيط بها..
أثناء فترة الخطوبة ومعرفة كل طرف للآخر وبعد مرور ثلاثة أسابيع من الحوارات فيما بينهم ، أعتذر الشاب عن الخطبة ؛ بداعي (ليست أنثى)..
.
غفل ذلك الشاب عن الغوص في أعماق تلك الشابة الناضجة المسؤولة ، وعجز عن إخراج الأُنثى القابعة المدفونة في أعماقها ، المُلتفة بالنضوج المُتلبسة بالمسؤولية ، ولم يُكلف نفسه عناء البحث عن مكامن أنوثتها..