ضيف الله مهدي
مع إطلالة العام الدراسي الجديد ١٤٤٥هـ ، نشرت وسائل الإعلام وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرا للطلاب والطالبات من الغياب المتكرر المتواصل أو المتقطع .. وحذرت وزارة التعليم من مغبة أن يصل غياب الطالب لعشرين يوما خلال العام الدراسي !!.
وإن حدث ذلك فسوف تقوم إدارة المدرسة ببعث ملف الطالب الغائب إلى إدارة التعليم التي تتبع لها مدرسته لتطبيق بنود اللائحة الخاصة بالتحقيق مع الطالب وإحالة القضية إلى الرعاية الأسرية لمعرفة أسباب الغياب ثم تحال القضية للنيابة العامة باستدعاء ولي الامر وقد تصل الإجراءات إلى إحالته للمحكمة الجزائية !! .
فإن ثبت عدم اهتمامه وتقصيره فقد يودع السجن من قبل قاضي المحكمة الجزائية الخاصة.
ولي تعليق حول هذا :
هل ما اتخذته الوزارة أمرا سليما ؟!.
وهي لم توجد البيئة الجاذبة للطالب والطالبة في كل المدارس بالمملكة ، فإن كانت مدارس فيها ذلك فإن كثيرا من المدارس ليست فيها البيئة الجاذبة للطالب والطالبة ، وليس هناك الحوافز والدعم والتشجيع للطالب والطالبة ، اللهم إلا المتفوقين والموهوبين ومن تحصيله عالي هؤلاء لهم الحوافز .. ونحن نعلم ونعرف الفروق الفردية .. كذلك المقاصف والتغذية ليست جيدة ولا هناك صالات ألعاب وترفيه كما ينبغي ، وأجهزة التكييف ليست كما ينبغي.. والله في أول يوم دراسي إن بنتي في الصف الرابع عندما ركبت في السيارة قالت بسرعة وصلني للبيت يا بابا ، فقلت : لماذا ؟ مكيف المدرسة ما يبرد وأحرقنا الحر !!.
وكذلك فصول بعض المدارس ليست جاذبة بل هي طاردة للطالب والطالبة .
على أيام دراستنا في أواخر الثمانينات الهجرية والتسعينات الهجرية كانت مباني المدارس والحنابل والماصات التي يجلس عليها ثلاثة طلاب تعتبر بيئة جاذبة ، إضافة إلى أن كرة القدم والطائرة والسلة لا نراها إلا في المدارس ونحن طلابا صغارا والمياه الباردة سواء في الأزيار أو البرادات والتغذية التي كانت تصرفها وزارة المعارف ( التعليم حاليا ) كل يوم بتنوعها .. والرسم حصتين متتاليتين .. كل تلك تعتبر بيئة جاذبة لنا ، فنحن كنا لا نرى تلك إلا في المدارس . أما اليوم فبيئة الطالب في منزله وجهاز التكييف في غرفته والألعاب في غرفته أو صالة منزله كلها أفضل وأحسن من التي في المدارس ، بالإضافة للوجبات التي تقدمها المدارس سواء الغلاء الزائد أو عدم الإعداد الجيد لها في بعض المدارس كلها تعتبر أقل وأدنى درجة من بيئته التي أتى منها للمدرسة .
لذلك على الوزارة وإدارات ومكاتب التعليم إعداد المدارس ومرافقها من صالات ألعاب وقاعات أو فصول دراسية وحمامات وأجهزة تكييف وحمامات إعدادا ممتازا حتى تكون بيئة جاذبة للطالب والمعلم والاهتمام بالتغذية الجيدة وإعداد الملاعب وصالات الألعاب حتى تبقى المدرسة بجميع ما فيها بيئة جاذبة للطالب والطالبة .
ثم بدلا من العقاب وحسم درجات ونيابة ومحاكم وتحقيق وسجن ، لو كانت هناك حوافز مادية وإيجابية ستثمر أكثر من وسائل العقاب !!
– الطالب في المرحلة الثانوية والمتوسطة الذي لا يغيب ولا يتأخر يكافأ بألفين (٢٠٠٠) ريال في نهاية العام .
– يعطى تذكرة سفر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وتأدية مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي مع إقامة لمدة يومين .
– طالب المرحلة الابتدائية يكافأ بألف ريال في حالة عدم غيابه ويعطى جوائز عينية .
هذه الحوافز ستجعل جميع الطلاب يهتمون وأسرهم ولن يتغيب أي طالب أو طالبة إلا لظروف مرضية قاهرة .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله أجمعين .