لم يأت النجاح والحضور المميز لجمعية الكشافة العربية السعودية في المخيم الكشفي العالمي الذي عُقد مؤخراً في كوريا الجنوبية بمشاركة أكثر من 43 ألف شابا وشابة يمثلون 158 دولة حول العالم؛ بمحض الصدفة أو ضربة حظ ؛ إنما كان ثمرة جهد وتخطيط وإعداد واستفادة من الخبرات التراكمية المكتسبة من المشاركات المتعددة في مثل تلك المناسبات؛ فضلاً عن الدعم الذي تجده الجمعية من القيادة الرشيدة؛ والتشجيع والتوجيه من معالي رئيس الجمعية الأستاذ يوسف البنيان؛ والمتابعة الدائمة لكل خطوات المشاركة من نائبه الدكتور عبدالله الفهد؛ ومن رئيسة لجنة فتيات الكشافة سمو الأميرة سما بنت فيصل بن عبدالله؛ الذين كانوا حريصين اشد الحرص على تمثيل الوطن خير تمثيل؛ فكان أن سجلت الجمعية خلال مشاركتها حضوراً يكاد يكون هو الأبرز في قرية التنمية العالمية (GDV) ببنائها لنموذج لبيت الشعر العربي تستقبل فيه الضيوف والزوار وتقدم لهم الضيافة العربية والقهوة السعودية وتعرفهم بمراحل إعدادها وتقديمها؛ وفي نفس الوقت يستمتعون بنماذج من الفلكلور السعودي ومن ابرزه العرضة السعودية ؛ كما حرص الوفد على تعريف الآخرين بجهود الكشافة السعودية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث تم تخصيص ركناً للتعريف بذلك الدور خاصة في المجال البيئي تضمن ما توليه الجمعية من اهتماماً متنامياً ومتعاظما من خلال العديد من المبادرات التي وضعتها في خطتها الاستراتيجية، وجعلتها مستهدفًا رئيسيًا من مستهدفاتها، ومرتكزًا أساسيًا من مرتكزاتها؛ وحرصت الجمعية على تعريف المشاركين من مختلف دول العالم بالجوانب الحديثة والتقليدية في المملكة وتسليط الضوء على المعالم السياحية البارزة والعجائب الطبيعية والتنوع الثقافي فيها من خلال تقنية نظارة الواقع الافتراضي، ومن خلال التعريف بها بالحواس الخمس؛ بالإضافة الى لوحة رسل السلام التي سجل فيها المشاركون دعوتهم للسلام؛ وجناح تعليم مبادئ اللغة العربية ؛ والأزياء الشعبية السعودية ؛ كما كان للوفد السعودي حضوراً باليوم العالمي لتبادل الثقافات، والمشاركة في فريق الخدمة الدولي IST؛ وتفاعل المشاركين من فتيان وفتيات الكشافة السعودية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 -17 عاماً مع مختلف فعاليات المخيم التي شملت برامج المغامرة، والأنشطة التعليمية، واستكشاف التراث الثقافي لكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى ممارسة الحياة والتقاليد الكشفية.
أن ما قدمه الوفد الكشفي السعودي في هذا التجمع العالمي مفخرة لكل أبناء هذا الوطن خاصة من المنتمين للأسرة الكشفية؛ والذي جاء أولاً بتوفيق من الله سبحانه وتعالى؛ ثم الدعم اللامحدود الذي يجده العمل الكشفي والتطوعي من ولاة الأمر – حفظهم الله – وأن هيأ للجمعية قيادات كانت في محل الثقة عندما اختيرت لتلك المناسبة التي واجه فيها الوفد مع الآخرين الكثير من الصعوبات من أبرزها تعرض البلد المستضيف لأسوأ الموجات الحارة التي لم تشهدها منذ سنوات؛ وكذا تقويض المخيم قبل وقته والانتقال إلى مكان آمن آخر بسبب توقعات مسار إعصار خانون؛ فكانت هذه التجربة التي اثبتت أن الكشاف السعودي يواجه التحديات ويتحدى الصعاب بعد أن تم تأهيله أعلى تأهيل لمواجهة مثل تلك الأزمات على إيدي مختصين في بلادنا العزيزة؛ الأمر الذي يجعلني أدعوا كل المنظمات والهيئات التي تُشارك باسم الوطن أن تُحسن الاختيار فيمن تراه هو الأفضل لتمثيل وطننا الغالي.