بقلم: أمل شداد المالكي*
هجن وخيل.. عشق مع شوق وأمل
ليل طويل.. لونه مثل لون الكحل
منّه سرى عبد العزيز.. وبعده طلع صبح جديد
وردة ربيع تبتسم.. في يوم مولدها المجيد
في الموعد اللّي تنتظر.. عذرا نخت رجّالها
ما عاد حسّب للعمر.. نادت له ولبّى لها
برد وسموم انحبها في سلمها في حربها نحبها
العشق في دنياي هي.. وفي شمسها بسمة وضي
رحلة تاريخية، وقصة بطولية، قاد تخطيطها وتنفيذها ذلك البطل الشجاع، الفارس المقدام القائد الملهم عبدالعزيز بن عبدالرحمن، تقدم في تحقيق هدفه حينما تعمق في نفسه استرداد الرياض ملك آبائه وأجداده، وأصبحت فكرة الطريق الى الرياض تراوده بشكل مستمر، وبذل لهذه الفكرة جهده ووقته حتى أصبح المُلك لله ثم لعبدالعزيز
يروي لنا قصة استرداد الرياض خير الدين الزركلي عن يوسف ياسين مستشار الملك عبد العزيز، نقلاً عن الملك عبدالعزيز نفسه وقائع جلسة تمت في الكويت بينه وبين والده الامام عبد الرحمن، يقول فيها: إن الملك عبد العزيز لقي والده ساعة على انفراد خارج المدينة في مكان خال، فقال والده ماذا تريد؟، قال عبدالعزيز: أريد الحديث. قال والده لا أريده!
فأصرّ عبد العزيز على أبيه وألقى عباءته على الأرض ثم قال اجلس هناك أمر جلل، جلس الامام عبد الرحمن وأمامه الشعلة المتوقدة وقال له عبد العزيز: “أنت بين خطتين، إما أن تنزع رأسي من بين كتفي فأستريح، وإما أن تنهض من توك فلا تخرج من منزل شيخ الكويت الا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطن نجد”.
كانت هذه الجلسة بين الابن وابيه تمهيداً لرحلة ملك غيرت مجرى التاريخ ورسخت كلمة التوحيد وقدمت للإنسانية كل خير.
هنا أخبر الإمام عبد الرحمن الشيخ مبارك الصباح عن رغبة ابنه عبدالعزيز وهو يشعر بخطورة الأمر وخوف والدته عليه الا أن شجاعة عبدالعزيز وإقدامه جعلت الجميع يسهل له الخروج الى الرياض واسترداد ملكه.
سهّل شيخ الكويت ما يريده الإمام عبد الرحمن وخرج الملك عبد العزيز ورجاله، وظهر من تفاصيل هذه الرحلة التاريخية القوة والحكمة والحنكة السياسية للقائد الفذ الفارس الشجاع عبد العزيز بن عبدالرحمن، وتجلى ذلك في ضمه لهذه البلاد المترامية الأطراف وجمع الكلمة ووحدة الصف.
وكلما عادت الذكرى في يوم الوطن تحركت مشاعرنا نسترجع معها تلك الرحلة التي كتبها التاريخ في أنصع صفحاته.
يوم الوطن يوم توحيد البلاد يوم العطاء ارتفعت رايتنا شامخة في كل الميادين وشمخ هذا الوطن وارتفع قوياً بفضل الله ثم بفضل الفارس البطل عبدالعزيز بن عبدالرحمن ثم تعاقب من بعده أبناؤه البررة ملوك الخير: الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد، الملك عبدالله رحمهم الله جميعاً حيث قدموا كل ما فيه خيرٌ ونهضةٌ وتنميةٌ للوطن والمواطن.
ونحن نعيش هذا العهد الزاهر، عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، فمنذ استلامه مقاليد الحكم ونحن نعيش انجازات غير مسبوقة، حيث قفزت المملكة قفزات هائلة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة منها الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن أعظم تلك الانجازات رؤية المملكة ٢٠٣٠والتي قال عنها الملك سلمان عند انطلاقها: “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة وسأعمل معكم على تحقيقها”
وقد كان لعراب هذه الرؤية الأمير محمد بن سلمان وقفة تاريخية تشبه وقفة بطل الرحلة الذي غيّر برحلته جغرافية المكان وحرص على تنمية الانسان وأعقبه حفيده بتطوير ما أسسه آباؤه وأجداده على النهج القويم والدين العظيم.
وكان للأمير محمد بن سلمان كلمته في الرؤية حيث قال: “رؤية طموحة عظيمة لأمة طموحة”.
ونحن في يوم الوطن ننهض مع قيادتنا كل منا حسب موقعه ومكانه فنحن في جمعيتنا جمعية البر بجده نقف ونشارك في نهضته ورفعته بتحقيق أهداف جمعية البر التي تسعد بالوطن ويسعد بها الوطن.
دمتم وطن الخير
*أخصائية التطوع بجمعية البر بجدة