ليس من السهل الكتابة عن المعجزة غير المسبوقة والتي تتشكل الآن على ارض المملكة العربية السعودية، وربما ليس لها سابقة في التأريخ. وربما أيضا هي المرة الاولى التي تسابق فيها الواقع الاحلام وتتجاوزها وكأنها تصنع المستحيل.
ليس من السهل الكتابة لأننا لا نعرف من اين نبدأ وعلى اي المحاور نمضي، ذلك ان المعجزات والمنجزات كثيرة جدا وتتوالد كل يوم ، وكل واحد منها جدير بسفر طويل من الكتابة.
لكني سأحاول الكتابة عن الكبرياء والعظمة التي استحقتها وتربعت على عرشها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة.
كبرياء وليس تكبر لا ينازعها فيه احد.
وهذه الكبرياء وهذه العظمة لم تُعطى ولم تورّث من قبل احد، ولكنها انتزعت ( وفي وقت قياسي ) انتزاعا من الآخرين (الاصدقاء والأعدقاء ) ، انتزعت عبر المواقف وعبر الشجاعة وعبر القوة والقدرات الدينية والسياسية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة , ومن خلال المواقف التي لم تتبدل ولم تتغير , في حين ان كل ما في السياسية متغير.
لكن المملكة العربية السعودية ابدا لا تبدل مواقفها ولا تتنازل عن ثوابتها لأنها تنطلق دائما من ثوابت لا تقبل المهادنة ولا التنازلات، ولأن شخصيتي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحفظهما الله) شخصيتان شفافتان و واضحتان وتنطلقان من ثوابت اسلامية وعربية ووطنية معلنة و واضحة، ولذلك كانت المواقف السعودية هي الثابت في عالم متحول.
في البدا كان من الصعب على صناع السياسية العالمية فهم وتقبل ومسايرة هذه المواقف الصلبة حد العناد، لكنهم ( صناع السياسة) شرقا وغربا ما لبثوا ان ادركوا واستوعبوا ذلك , ولكن بعد صراعات سياسية كثيرة،
دول كثيرة منها العظمى ومنها الاقليمية حاولت فرض اجنداتها وسياساتها على الرياض لكنها اصطدمت بالكبرياء الوطنية ثم ما لبثت ان عرفت الحقيقة، ومن ثم عادت وفودها تتقاطر الى الرياض، وتتفق مع مواقف الرياض وتطلب ود الرياض لأن الكل يحتاج الرياض في حين لا تحتاج الرياض الى أحد.
هذا التفرد في الكبرياء لم يأت عبر جعجعة اعلامية كما تفعل بعض الدول ولا عبر مناورات سياسية كما يفعل بعض الساسة ، ولكن جاء لأن القيادة السياسية تمتلك القوة والعزم والارادة والادوات وكل عناصر الكبرياء الوطني، وخلف هذه المقدرات يقف خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده , ويصطف خلفهما شعب المملكة العربية السعودية كله على قلب رجل واحد وبصورة أذهلت العالم ، واصبح المواطن السعودي والمغرد السعودي احد عناصر القوة الناعمة المؤثرة .
هذا المواطن فخور بهذه القيادة التي فجرت فيه طاقات وقدرات ابناء الصحراء ، والتي نقلت المملكة في بضع سنوات الى دولة محورية في المنطقة وفي العالم ، وتسعى بكل تأكيد لتكون احد الاقطاب المؤثرة في زمن الاقطاب المتعدة ، زمن الاقوياء.
واليوم تتحدث الرياض فيستمع العالم، وتطلب الرياض فيلبي العالم، جاعلة مصالحها الوطنية هي البوصلة التي تهتدي بها، وقبل ذلك تأصيل الكبرياء الوطني الذي سنته هذه القيادة وكرسته كعرف سعودي , ومن اجل هذا العرف وهذا الكبرياء كُسرت البرتوكولات والاعراف الدبلوماسية مراراً ، وغدى سمو ولي العهد يحفظه الله، الوجه السياسي الاول والاكثر قبولا وحضورا وتأثيرا على مستوى العالم، وحيث ما حل صنع الحدث، وادار نحوه الاعناق و فلاشات التصوير ، واصبح حفظه الله ايقونة الكبرياء والعزة الوطنية.
وعندما تحتفل الدول باستقلالها وتحررها من المستعمر , نحتفل نحن اليوم ابناء المملكة العربية السعودية بكبريائها الذي لم يمس , وترابها الذي لم تطأه اقدام مستعمر ، نحتفل بيوم التوحد تحت راية التوحيد وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده المحبوب.
عمرو العامري