بقلم مهدي السروري
مضتْ ثلاثةٌ وتسعونَ عاماً على توحيد وطني العظيم المملكةِ العربيةِ السعودية الذي نُفاخرُ بمكانته بين الأُمم،
ونعتزُ بانتمائنا إلى ترابه الطاهر .
حيثُ تحقق لوطننا المَنِيع
من خلال هذه السنوات ،
العديدُ من المنجزات في جميع المجالات،
وامتدت مسيرةُ العطاءِ والنماءِ بلا توقف،
ليعتلي الوطنُ قِمَمَ العلياء والرقي والتقدم .
ولِتَظهرَ صورةُ المملكةِ العربية السعودية الحقيقية، ساطعةَ الإشراقِ بالقيمِ النبيلة، والسمو والرِفْعة ،
للعالم أجمع.
هذا هو وطني ،،،
موطنُ الحضارةِ والعراقةِ والأمجاد .
موطنُ الخيرِ والشجاعةِ والتكاتف.
وها نحن نحتفي بالذكرى الـ ٩٣
الثالثةِ والتسعين،
لليوم الوطني لوطننا الجليل .
مُعْلِنين للعالم أجمع مدى اعتزازنا بهذا اليوم الأغر الذي يأتي في٢٣ سبتمبر من كل عام ميلادي .
اليومُ الذي تمت فيه إقامةُ وحدةٍ وطنيةٍ سعوديةٍ مميزةٍ لا مثيلَ لها.
تأسس من خلالها بفضل الله تعالى وطنٌ قويٌّ،
راسخٌ بجذورِه في أرضِ العزة والشموخ،
لا يتزلزلُ أمامَ الأحداثِ والشدائدِ،
يقف في وجهها بصلابة وحكمة،
وطنٌ سارَ نحو الازدهار بخُطى ثابته وعزيمةٍ لا تلين وإرادةٍ لا تعرف المستحيل .
فاليومُ الوطني لبلادنا الحكيمة هو ذكرى تاريخيةٌ ساكِنةٌ في أعماقنا، نبتهج بها في كل مكان وزمان،
لأنها تحكي قصةَ بناءِ وطنٍ ضاربٍ في عُمق التاريخ.
يومُنا الوطني يُمثلُ لنا مناسبةً غاليةً على نفوسنا جميعا،
نتباهى بها بين الدول والشعوب.
فهو يومٌ يحكي قصةَ عشقٍ بين المواطن والوطن بين الشعبِ والقيادة.
إننا نفخرُ بوطننا الشامخ الذي يزهو بقِيَمِه في كل أصقاع كل الدنيا.
لقد تمَكّن الملكُ عبدُالعزيز بنُ عبدِالرحمن آلُ سُعود (يرحمه الله) بتوفيق الله تعالى،
من استعادةِ مُلكِ آبائِهِ وأجدادِه،
عام ١٣١٩هـ.
ألفٍ وثلاثِ مئةٍ وتسعةَ عشر للهجرة.
بعد أن أعدّ عُدَّته،
ووضعَ خُطَّته لاستعادةِ الرياض،
وهو يتوهجُ بالبطولةِ والشجاعة.
عندها تَغَيَّرَ حالُ الجزيرةِ العربية.
وكَتبَ التاريخُ حدثاً عالمياً،
لفتَ أنظارَ قادةِ العالم ورؤساءِ الدولِ والدبلوماسيين والمؤرخين والرحالةِ الغربيين .
ويُعَدُّ عامُ ١٣٥١هـ،
ألفٍ وثلاثِ مئةٍ وواحدٍ وخمسينَ من الهجرة،
تاريخاً مغروساً في نفوسنا لا يُمحى من أذهاننا أبدا ،
ففي هذا العام أعلن الملكُ عبدُالعزيز بنُ عبدِالرحمن
آلُ سُعود (يرحمه الله) بعون الله جل وعلا ،
توحيدَ أجزاءِ المملكةِ العربيةِ السعودية.
تحت راية التوحيد،
بعد جهادٍ وكِفاح،
تميزَ بالبسالةِ والانتصارات،
امتدَ زُهاءَ اثنينِ وثلاثينَ عاماً بعزيمةٍ لا تَكِلْ وطموحٍ لا يقفُ دونَ تحقيقِ الهدفِ وبُلُوغِ المرام.
إن اليومَ الوطني لبلادِنا الحبيبة هو ذلك اليومُ المجيد الذي نسمو به على مر الزمن.
وهو يومٌ خالدٌ في ذاكرةِ الشعبِ السعودي وأبناءِ الأمتين العربية والإسلامية.
ومن خلال ذكرى اليوم الوطني نستذكرُ الملحمةَ الوطنيةَ الكُبرى التي صنعها الملكُ عبدُ العزيز بنُ عبدِالرحمن آلُ سُعود (يرحمه الله) لإقامةِ دولةِِ فتيةٍ ثوابتُها الشريعةُ الإسلامية،
وسياستُها رَصِينة وحكامُها حكماءُ راشدون .
فيومُنا الوطني ،،،
هو ذلك الحبُ المتأصلُ في نفوسنا.
هو الماضي العريق،
والحاضرُ المجيد ،
والمستقبلُ المشرق،
يومُنا الوطني ،،،
هو الوفاءُ والإخلاص ،
هو البناءُ والفِداء،
هو إحياءٌ لذكرى الصِراعِ والنِضالِ الذي بذلهُ الملكُ عبدُالعزيز آلُ سُعود (يرحمه الله) ومن سانده من الرجال المخلصين (يرحمهم الله)،
لتأسيسِ هذه الدولةِ الحَصِينة،
المملكةِ العربيةِ السعودية،
مملكةِ الأمنِ والإنسانية،
مملكةِ السلامِ والوئام،
موطني الغالي ،،،
أنتَ أطهرُ بُقعةٍ في العالم،
فأرضُكَ تضمُ قِبلةَ المسلمين ،
وإليكَ تهوي الأفئدة،
فأنتَ أعظمُ الأوطان،
يامنبعَ الخيرِ والأصالةِ والإنسانية،
فكْلُنا فداءٌ لك،
ياوطنَ السُؤْدَدِ
والشرف،
ياوطنَ التسامحِ والتآلف.