لا حق في العتاب إلا لمن يحب و يقال :
العتاب مدخل لتنقية النفوس، و غسل القلوب
و هو شكل من أشكال التعبير عن المحبة .
تشكل العلاقات بين الناس أحد أهم الروابط التي يطلبها الانسان بفطرته ويسعى اليها بحدسه .
ونظراً لكثرة تداخل هذه العلاقة فقد يصيبها بعض من الشوائب بحكم أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
و للعتاب أصول وأساليب
حتى تجعل المعاتبة سبب للتصافي و التصالح و يجب على المعاتب أن يحيط بها ويتمثلها ويحاول التعامل على أساسها .
كأن (لا)يعاتب أحداً أمام أعين الملأ و أن يختار اللين من الكلام واللطيف من العبارات، وأن يقدم لعتابه مديحاً للطرف الآخر لما يحمل من إيجابيات وأن يظهر له محبته وتعاطفه .
فإذا لم تخطئ الزوجة ويعاتبها زوجها واذا لم يخطئ الزوج وتعاتبه زوجته فلن تجد للحياة طعماً .
فبالعتاب اللطيف بين الازواج تتوطد العلاقة وتقوى أواصرها ويبقى قلبا الزوجين دائماً نظيفين لا شوائب فيهما .
يقال العتاب على قدر المحبة إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز حداً معينًا
فحذار ي من العتاب القاسي .
فما أسهل على الزوجين أو الصديقين أن ينتقد أحدهما الآخر دون مراعاة لنفسيته أو مشاعره بألفاظ جارحة ونبرات صوت عالية بنية تغيير السلوك أو
التصحيح ، فالتهجم غير مستحب ، و كذلك التوبيخ فقد تفقد جميع أصدقائك ،عندما
يوضع الصديق في قفص الاتهام ،مما يضطره للدفاع عن نفسه .
هناك أشخاص لا يتقبلون العتاب ولو بدر من أقرب الناس إليهم
مع أن كلام العتاب بين الأخوة والأحباب يفرغ الضيق والشحناء .
يقال أن الإنسان العصري
يرفض أي عتاب أو نصيحة فهو يعتقد أن له الحق فيما يقوم به وينظر الى المسألة من جانب واحد ، غير ذلك الجانب الذي يراه الآخرون .
أما الأصدقاء المخلصون
يتحملون بعضهم بعضاً.
تذكر أنك تعاتب صديقك بهدف الحفاظ عليه
و ليس التشاجر معه .
العتاب ملح الحياة فهو من الأمور التي لابد منها.
وقديماً قال الشاعر:
اذا ذهب العتاب فليس ودٌ
ويبق الود ما بقي العتاب
ندى فنري
أديبة / صحفية