وقامت الأرض ولم تقعد، ويسجل التاريخ عمليات إبادة جماعية متتالية، ويكتب الزمن قوائم الموتى والجرحى على جٌدر الوجع، ذروة الوجع، حيث الحبر دماء سالت وفاضت كزبد في أزقة غزة، فتخثرت حبرا بلزوجة الدم الساخن إذ أراقه قتلة الأنبياء.
غزة .. من المؤرخين من يقول أن اسمها مشتق من المَنَعَة والقوة، وهناك من يقول إن معناها: «الثروة»، وآخرون يرون أنها تعني: «المُميزة» أو «المُختصة» بصفات هامة تميزها عن غيرها من المدن.
واليوم هي اسم على مسمى، مميزة بفوح عبق الشهداء وقوية بالصبر على الابتلاء.
اليهود ذاك الشعب الذي فضله الله على كثير من عالمي زمانهم، وليس على مطلق البشر والأزمنة كما هو شائع، بل فضلهم في زمانهم وخصهم بفضائل ونعم كثيرة لكنهم جحدوا النعم وبدلوها بأفعالهم نقما، واستمرت بشاعتهم على مر العصور نتاج غضب الباري عليهم، الغدر ديدنهم والوحشية عنوانهم وإشاعة الفساد وعبادة المال طريقهم، سلبوا الأرض وانتهكوا العرض واليوم حلقة جديدة في سلسلة جرائمهم، غزة تحتضر والله هو ناصرها ومعينها، وإمعانا في التدمير تم عزل غزة عن العالم وقطعت إسرائيل الاتصالات عن غزة تماما حتى لا تعرف الكرة الأرضية ما يتم من جرائم وغرقت في ظلام وعزلة بلا كهرباء ولا اتصال، أيُّ قهر وأيّ إيذاء .
العالم يطالب “ايلون ماسك” مالك x بأن يوفر ستار لينك لغزة ليشهد العالم ما يجري فيها، هُزم الأحزاب في عصر النبوة بجنود غير مرئية من ملائكة وريح وبرد والله قادر على زلزلة كل طاغية بذات الجند ويقينا بجحافل جند الله نحن مطمئنين.
غزة ..
غين: غارت الكواكب خجلا من أنفاس طفل تٌلفظ تحت ركام حجارة أسقطتها قنابل الخِسّة..
زاي: زار طيف الموت حاراتٍ وأزقة بحثا عن نبض ليخمده نتاج صواريخ الغدر.
تاء: تركت الأرض دورانها لتقف حائرة في ظلم تجاوز مدى المعايير واشتراطات الإنسانية عقب قذائف الوحشية وعزل البقعة.
غ زّ ة ..
حروف بكتها العربية دمعا مهدرا من أوردة الشهداء وبقايا الجرحى، فاشهدي يا أرض.
د.فاطمة عاشور
