الأديب: حسن الأمير
————–
أنا وأنتِ وهمس الليل والقمرُ
مثل الرحيل تولى وهو يعتذرُ
البعدُ جاء لكي يغتال أمنيتي
حتى الأماني على كفيكِ تحتضرُ
فهل وصالكِ و الأيام تنصفني
نيران بعدكِ لا تبقي ولا تذرُ
أنا الذي سكِر الإبداعُ من لغتي
الحرف يخضع لي فالعطرُ ينتثرُ
فكيف أتعبني طيفٌ وأجهدني
و كم تنهّدَ ليلٌ هدّهُ الخطرُ
هل تعلمين لمن تختال قافيتي
و مَن تعاتبها الأبيات والصورُ
تلك التي عشقتْ روحي ملامحها
والعين إنْ طالعتْها يفرح النظرُ
فنانةٌ تسلبُ الألباب ضحكتها
أما العيون ففيها سحر من نظروا
إذا بدا الفجر خاف الفجر طلعتها
فالشمس من حسنها الفتان تستترُ
الغيم يشبهها نشتاق بسمتهُ
لكنها كغيومٍ هزّها المطرُ
فكم بعثتُ حروفي علّ قافيتي
تروي فؤادَ مُحبٍّ شَفّهُ السهرُ
أدري بأنّ بلوغ الشمس خاتمتي
النار مهلكةٌ..لا ينفع الحذرُ
و إنْ كتبتُ و دمعي الحبر يا أملي
والسطر منتبهٌ والحرف والقدرُ
فكل أخيلتي تنداح في بصري
حتى جهِدتُ بما يشقى به البصرُ
إنّ الثمارَ تباهي حين نقطفها
و حين نقطفها هل يغضب الشجرُ ؟
كالعين تدمع من أمرٍ نُسرُّ بهِ
و إنْ بكتُ فدموع العين تحتضرُ