الوطن عشق الإنسان ومرتع صباه
ومسرح أحلامه وفضاء أحلامه
وتتجذر العلاقة بين الإنسان
والوطن عندما تسوسه قيادة
حكيمة وسياسة رشيدة تعلي
من شأن المواطن وقيمته وتسخر
كل إمكاناتها لإسعاده وراحته بل
والارتقاء به على منابر العظماء
ومراتب الشرفاء، وجعله شريكا
فاعلا في مسيرة البناء وسفينة
النماء.
ويعتبر وطننا المملكة العربية السعودية درة الأوطان على مدى
الأزمان لأن هذا الكيان العظيم قام
في وقت ساد فيه الجهل وتفشت
الأمراض وعم الفقر، وشاع الاقتتال
بين الناس ولأتفه الأسباب حتى
طغت النعرات واستعرت العصبيات
وزاد حجم التباغض والتشاحن حتى
بات الإنسان لا بأمن على نفسه وماله
وآل بيته، وحتى أضحت رحلة الحج
تمثل المخاطر بعينها وتوضح الحقيقة
الدامية لانعدام الأمن وشيوع ظاهرة
قطع الطريق وسلب الحجيج، وساد
بين الناس المثل القائل( الذاهب مفقود والعائد مولود)،فكانت ألسنة
الحكماء والعباد تدعو الله أن يهيأ
لهذه البلاد قيادة حازمة عادلة
تشيع الأمن وتحقق الأستقرار.
فقيض الله الإمام العادل والملك الراشد(عبدالعزيز آل سعود) فلم شعثها ووحد شتاتها وأرسى كيانها
على أساس من العقيدة الإسلامية
التي تصون الدماء والحرمات وتكفل
للناس العيش الكريم على أساس من
العدل والمساوة.
وقد جسد بعض الشعراء هذه الهبة
الإلهية التي سخرها لتوحيد أرجاء
هذه البلاد على يد الملك المؤسس
وهو الشاعر ( ابن عثيمين) حيث
يقول في قصيدته المشهورة:
عبدالعزيز الذي نالت به شرفا
بنو نزار وعزت منه قحطان وعدنان
مقدم ذكره في المعالي أبدا
كما يقدم بسم الله عنوان
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها
وللمهيمن في تأخيرها شان.
فكان توحيد المللك عبدالعزيز لهذه
البلاد المترامية الأطراف فتحا مبينا
من الله عز وجل، ليجيء إعلان توحيد هذا الكيان العظيم باسم
( المملكة العربية السعودية)
والتي ولدت شامخة راسخة ، تأخذ
على عاتقها مسؤليتها الوطنية
وواجباتها القطرية ورسالتها
العالمية ، فكان من أثر ذلك:
* ساد الأمن في جميع ربوع الوطن.
* عم الرخاء وانتعشت الحركة الاقتصادية، وشيدت المدن والمصانع
وتنوعت الحركة التجارية.
* انتشر التعليم على قطاع واسع
وقامت الصروح الجامعية التي أسهمت بنصيب وافر في التنمية
المستدامة.
* أنشأت أرقى المستشفيات ليحظى
المواطن بأفضل الخدمات الصحية
المجانية، وزاد الوعي الصحي.
*الريادة العالمية للملكة العربية السعودية في كافة المحافل الدولية
وبحيث أصبحت المملكة العربية السعودية من أهم الدول التي يعول
عليها في تحقيق الأمن والسلم
والاستقرار على مستوى العالم.
وأما عن خدمة الحجيج والارتقاء برسالة الحرمين الشريفين وتهيئة
كافة السبل والإمكانات لإسعاد الحجاج والزوار والمعتمرين، حتى
غدت السعودية مثالا يحتذى ومسلكا
يقتدى في إدارة الحشود وجعل الحجاج والعمار بنعمون بكل وسائل
الراحة وسبل الاستقرار.
وتوارث الملوك العظماء من أبناء الملك
عبدالعزيز هذا الإرث التارخي العظيم
فصانوه وعظموه ، وزاد الشموخ شموخا، والمجد أمجادا، حتى آلت مقاليد السلطة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز
الذي جعل همه الأول رفعة المواطن
وعزته وكرامته، يعاضده سمو ولي
العهد القوي الأمين / محمدبن سلمان
صاحب المبادرات الريادية والأفكار
الإبداعية والطروحات الاستشرافية
والتي من أهم معطباتها( رؤية المملكة
الطموحة ٢٠-٣٠) والتي تهدف إلى إحداث نقلة تنموية نوعية وطفرة
حضارية عملاقة.
وتعد منطقة جازان إحدى مكونات هذا النسيج المتماسك، الذي ينعم
بالنهج الإداري القويم في ظل قيادة
سمو الأمير محمد بن ناصر وسمو
نائبه الأمير/ محمدبن العزيز للمسيرة
التنموية في منطقة جازان،والي
تجسدت في المشاريع والمنجزات
التنموية العملاقة،التي توشحت بها
منطقة جازان في كل المتاحي وسائر
الاتجاهات التنموية والفكرية والثقافية ، بل وحتى الترفيهية،
على الرغم من أننا نخوض غمار
حرب ضاريةمع الملبشيات الحوثية
في اليمن إلا أننا ننعم بالأمن والأمان
وأن مسيرة التنمية تمضي بخطوات
حثيثة وبوتائر متصاعدة نحو الأمام.
دام عزك ياوطني رغم أنوف الحاسدين وكيد المتربصين، وعاشت
السعودية، حرة أبية قوية وأدام الله
لنا قيادتنا العظيمة التي شمخت بنا
في ذرى الأمجاد.
* عبدالله عكور قائد مشاة جازان