سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ بِدِقَّةٍ
وَكَوَاكِباً تَجْرِي بِهَا وَسَحَابَا
أجْرَى بِهَا قَمَراً مُنِيرًا سَاطِعًا
بَدْرَاً مُحَاقَاً عَالِيَاً أو قَابَا
وَالشَّمْسُ تَجْرِي عَالِمٌ بِمَقَرِّهَا
شَرْقَاً وغَرْبَاً لِلسِّنِيْنِ حِسَابَا
وَهُنَا نُجُوم قَدْ عَرَفْنَا بَعْضَهَا
وَالبَعضُ لا نُدِركْ لها أقْطابَا
سَبْعٌ شِدَادٌ كَمْ بِهَا مِنْ آيَةٍ !!!!!!
بِجَمَالِها تَتَملكُ الألْبابَا
جَعَلَ النُّجُومَ هِدَايَةً لِمُسَافِرٍ
ضَرْبًا بِأَرْضٍ قِمَّةً وَهِضَابا
فِي لَيْلِهِ الدَّاجِي تَكُونُ جَلِيَّةً
تَهْدِي عُقُولَ التَّائِهينَ صَوابَا
كُلٌّ يَسِيرُ بِحِكْمَةٍ لَا يَنْبَغِي
إدْرَاكَ آخَرَ مَا جَرَى أَحْقَابا !!!
اجْرَى سَحَابًا كَالْجِبَالِ بِخِفَّةٍ
يَسْقِي الجُرُزْ من ثَجِّهِ صَبابَا
أرْضْاً دَحَاهَا لِلْعِبَادِ مَطِيَّةً
جَبَلاً وسَهْلاً طِيْنَةً وتُرَابَا
ذَرَأَ الْعِبَادَ وَقَالَ تِلْكَ ذَلُولَةٌ
امْشُوا بِهَا وَكُلُوا حَلاَلاً طَابَا
لَاتَسْلُكُوا سُبُلَ الْغَرُورِ مَطِيَّةً
بِئْسَت سَبِيْلاً غَادِيَاً و مَآبَا
مَاذَا إذَا جَئْنَا بِكُلِ صَحِيْفَةٍ
وَالذُّلُ يَكْسُو الْعَالَمِيْنَ ثِيَابَا
أمٌ تَخْلَّتْ عَنْ رَضِيْعٍ حَوْلهَا
لم تلْقَ إخْوانًا وَلاَ أنْسَابَا
تَضَعُ الْحَوَامِلُ حَمْلَهُنَّ لِهَوْلِه
وتَرَى الْوَلِيدَ مَهَابةً قَدْ شَابَا
مَنْ جَاء بِالْقَلْبِ السَّلِيمِ فرَبُّه
يجزيه حُسْنىَ مِنَّةً وَثَوَابَا
والْبَاخِسُونَ لِكِيْلِهِم أو وزْنِهِم
يَلْقَونَ ويْلاً غُصَّةً وَعَذَابَا
النَّارُ مَثْوَاهُمْ وبئس شرابهم
إنْ يَسْتَغِيْثُوا رَحْمَةً وشَرَابَا
يَارَبِ وارْزُقْنَا النَّعِيْمَ وجُدْ لنَا
بِرِضَاكِ وارْزُقْنَا تُقىً ومَتَابَا
ابو معاذصديق عطيف-جازان