وكانت تحتمي بمعطفه كلما هطل المطر .كان يستخف من خوفها ولكنها
كانت تبكي فرحا لانه الملاذ والأمان….يربت على شعرها المدلى المبلل كطير جريح يتخبط في دمه كورقة خريف ملقاة على حافة رصيف مهجور…كل شىء يمكن اخفاؤه الا ملامح الخوف والحب ..ناظرته بعيون ذابلة ..لكنها لم تبك اطلاقا لأن الدموع تحولت إلى افكار ومشاعر أشد مرارة من الدموع ….لست بخير… وتنهدت تنهيدة غامضة مؤلمة …ابتسم لها وقال لا تخافي انا هنا وانت لم تعد طفلة حتى تخافين المطر …
لا أريد شيئا ، لا مشاعر لا اهتمام لا حب ، أريد أن أتنفس دون تنهيدة .اااااه ..التنهيدة التي تخـرج من صدري
ما هي إلا دخان نار داخلي والم موجع …كل يوم أنا أتوجع …
في عمق ألم ليس له قاع..
واني أشعر أني في قلق مستمر ،ثمة شئء في قلبي انكسر يحدث صوتا مثل صوت الرياح ، عاصفة هوجاء تمزق طمئنينتي ،تمزقني أشلاء ، يمزق كل شىء، يارب قد شاب القلب من الحزن واللاطمئنينة….
قال لها كل شىء يمكن إصلاحه فقط ثقي بي …أُصيبت بداء الصمت،
وتحجرت كلماتها على أطراف لسانها ودموعها تحتضر عند أول حرف….
لملمت حروفها واحزانها
وهمست له يكفيني أن أتذكر
ضحكتك..
لمسة يديك
ودفء حضنك
يكفيني أن أعود بذاكرتي
لتلك الأمكنة الدافئة
التي جمعتنا يوما .
والتقينا صدفة وتوحدت ارواحنا
روحين…
لا يفصل بينها شىء…
وصلت متاخرا …ليتك جئت قبل عشرين سنة …
اشتقتلك يا وجعي.
بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة