مُزهِرَةٌ تبدو غَامضةً مثل الطينْ
فيه الأفعَى وفيه اللونُ
وفيه التينْ
فيها الحُبُّ واللا حُبّ
ولونُ الليلِ وطَعمُ اللوزِ
ودَمعُ العينْ
فيها الطّلحُ و شََوكُ الطّلعِ
ووَحشُ البحرِ و شَوقُ الموجَةِ
والدّلفِينْ
فيها الجارُ و حفظُ العَارِ
ونارُ الثأرِ و عَبثُ الفَأرةِ
والتخمينْ
فيها الأرضُ و ضِعفُ الأرضِ
و بَيظُ النملِ و شَهدُ النّحلةِ
و اليقطينْ
فيها اللصُّ و كلُّ الحسِّ
وكذبُ الماءِ و صدقُ الطفلِ
وجرحُ البينْ
فيها الثّرمُ و غمدُ السيفِ
وظُلمُ السّوطِ
وغدرُ الخِنجَرِ و السّكّينْ
فيها الصَبُّ و جُحرُ الضبّ
وقلبُ الصخرِ
ووهجُ الشعلةِ و التنينْ
فيها الضّبعُ و سُوءُ الطّبعِ
وتاجُ السّبعِ و عذبُ النَبعِ
مِن الكفّينْ
فيها الخيلُ و نجمُ الليلِ
وخيرُ السّيلِ وطفحُ الكَيلِ
وقهرُ الدَّينْ
فيها الأمسُ وقبل الامسِ
وفيها اليومُ وبعد اليومِ
وكلّ الحِينْ
فيها تُعَفُّ و فيها يُحَفُّ
وفيها يَطولُ و فيها يٌكفُّ
عن الكعبيينْ
مُزهِرةٌ تزداد غُموضَا
كالبرسيم
فيه الشمسُ وفيه الظلُّ
وفيه الرِّينْ
شَائبةٌ تبدو في نَظري
فيها الحِدَّة بين اللّطفِ
وضَعفُ اللينْ
لَم أعرفْ أبَدا مافيها
مَلعونٌ مَحرومٌ
فيها كالمسكينْ
كجَنينٍ يجهلُ ما فيها
لونَ الأُمّ و طَعمَ الحُلو
من الثديينْ
مُزهِرةٌ يتنازعُ فيها
كُلُّ اللهِ و نصفُ الشركِ
ورُبعُ الدينْ
طيّبةٌ احلَى مافيها
عَاصيةٌ تخرجُ عن طَوعٍ
لاتتقيّدُ بالتأمينْ
…………………………….
أبو حليم ……