مقالات مجد الوطن

في شهر شعبان

 

ضيف الله مهدي

 

اليوم الجمعة السادس من شهر شعبان من عام ١٤٤٥هـ ، وفي جامع الفقهاء بمحافظة بيش ، خطبنا الشيخ الأستاذ يحيى الأعجم خطبة رائعة جميلة موجزة استقبلتها القلوب والعقول ، تحدث عن شهر شعبان وصيام النبي عليه الصلاة والسلام وفضل الصيام في شعبان وتطرق لكثير . وسمعت الكثير .

وشهر شعبان هو الشهرُ الثامنُ من السنة القمرية أو التقويمِ الهِجْرِيّ.

كانت تسمية هذا الشهرِ كباقي الشهورِ في عصرِ ما قبل الإسلامِ وسمي هذا الشهرُ بشعبانَ لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم.

وفي شهر شعبان نزل الأمر الإلهي على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام. وكان ذلك كما تقول بعض الروايات عند إقامة صلاة العصر في مسجد بني سلمة وهو المسمى بمسجد القبلتين على بعد ٤ كلم من المسجد النبوي الشريف في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة.

وفي شهر شعبان وفي السنة الهجرية الثانية فرض صيام شهر رمضان . حيث نزل الوحي على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

ومن الأحداث في شهر شعبان وفاة الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى في ٢٨ شعبان سنة ٤٥٦هـ .

ووفاة الإمام مفسر القرآن وصاحب البداية والنهاية أبو الفداء الحافظ إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى في ٢٦ شعبان سنة ٧٧٤هـ .

كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يصوم أكثر شهر شعبان، لقول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : ” كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان”.

يقول النبي ﷺ: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا وهو حديثٌ صحيحٌ، فالذي ما صام أول الشهر ليس له أن يصوم بعد النصف؛ لهذا الحديث الصحيح، وهكذا لو صام آخر الشهر ليس له ذلك من باب أولى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ، ولا يومين إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه ) فالذي له عادةٌ؛ لا بأس، إذا كانت عادته أن يصوم الاثنين والخميس؛ فلا بأس أن يصوم، أو عادته أن يصوم يومًا، ويُفطر يومًا، لا بأس، أما أن يبتدئ الصيام بعد النصف من أجل شعبان؛ هذا لا يجوز.

أما لو صام بدءًا من أربعة عشر، أو من خمسة عشر، أو من ثلاثة عشر، أو … فلا بأس؛ لأنه أكثره، إذا صام كله، أو أكثره فلا بأس، أما كونه يُفطر النصف الأول، ثم يبتدئ هذا هو المنهي عنه. الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى