كلنا نسعى لأن يكون لنا حضور قوي ، مبهر له تأثير على المحيطين بنا يرسخ مكانتنا .
في العمل أنت مضطر للتواجد كل يوم و لكن في العلاقات الاجتماعية أتقن فن الغياب ….أي أن لا تكون متاحاً، أو متواجداً،طوال الوقت اجعل الطرف الآخر يتعطش إلى حضورك .
إن ترکت نفسك حتى يصبح حضورك مبتذلا، تزول عنك الهالة، التي صنعتها لنفسك…
وإن قلبت الوضع وأصبح حضورك نادرا تزداد قيمتك و تقدير الناس لك ،و تجبر الآخرين على احترامك .
قاعدة الندرة في عالم الاقتصاد والأسواق، فحين تسحب سلعة من السوق تزداد قيمتها …
أحيانا قد يؤدي ظهورك،
و كلامك إلى تقليل مكانتك
و تصبح شيء معتاد .
أصبح من النادر في أيامنا هذه أن يعرف الناس التوقيت المناسب للغياب، ولهذا نشعر بالانبهار بأي شخص يستطيع أن يختفي بإختياره .
عليك أن تتعلم أن تنسحب في اللحظة المناسبة، قبل أن يرفضك الناس في دخيلة انفسهم، و تلك الحالة أشبه بلعبة الظهور والاختفاء .
اجعل الناس تتعطش إلى حضورك.
في هذا الزمن و بوجود وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مشاركاً و متواجدا كل الوقت، لذلك عليك التفكير بشكل صحيح في كيفية حضورك و غيابك .
الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يغير أنساق سلوكه ويحسنها بإرادته..و هو قادر على أن يتغلب على ضغط العادات والروتين .
الحيوانات تتصرف بطرق ثابتة ، لذلك يسهل علينا توقع تصرفاتها واصطيادها.
تعلم متى تنسحب في اللحظة المناسبة، قبل أن يلفظك الناس في داخل أنفسهم .
حتى في الحب أتقن فن الحضور .
الحب لا يموت من الجوع و لكن من التخمة ….
في علاقة الحب بين الزوجين يحتاج الطرفين إلى أن يتقنا فن الحضور و الغياب.
الأزواج الذين يعيشون كل الوقت تحت سقف واحد و التواجد كل الوقت مع بعضهم البعض قد يتسلل الملل إلى حياتهم الخاصة لذلك يجب أن يتعاملوا مع بعضهم البعض بذكاء المسافات .
و كذلك البعد بداعي السفر و ظروف العمل يلحق الضرر بالعلاقة الزوجية على مر الأيام…
المهم اتقان فن الحضور و الغياب، فالبعد أحيانا يحيي المشاعر و يجددها و ينقذ العلاقة من الرتابة..
و الابتعاد الطويل يزرع الشك في قلب أحد الطرفين مما يؤدي مع الزمن إلى فقدان الرابط الزوجي و حيويته.
فالاهتمام بالنجاح المهني قد يؤدي إلى الضرر النفسي على الطرف الأخر.
لذلك في حال سفر أحد الزوجين، يمكن المحافظة على صلة الوصل من خلال المحادثات الخاصة عبر الهاتف للتعبير عن مشاعر الوحدة و الاشتياق، مما يخفف من وطأة الغياب و يمحي البعد الجغرافي و لكنه لا يغني عن الحضور الفعلي و المشاركة الفعلية فالحياة تقوم على تقاسم أعبائها و العيش معا ،
لا ننسى إذا طالت فترة الغياب يقع شرخ في العلاقة و الغياب قد يقتل الحب.
في النهاية لا تصل بالعلاقة إلى حد الانصهار و لا تبتعد عن الطرف الأخر حتى لا يتعود غيابك،أتقن فن الحضور و الغياب
ندى فنري
أديبة / صحفية