تمر الليالي سراع دون أن نحس بمرورها ، فالحياة شغلتنا في زينتها ، وأنستنا آخرتنا ، واليوم نودع النصف الأول من شعبان الّذي ترفع فيه الأعمال إلى خالقنا المولى الرحمن ، فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) رواه إبن ماجه
فليلة النصف من شعبان يرجى قيامها تطوعآ لله ومناجاته في صلاة الليل فهي ليلة ينزل فيها الودود إلى السماء الدنيا ليجيب من دعاه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) .
ويوم النصف من شعبان يستحب صومه كونه من الأيام البيض التي حث المصطفى عليه الصلاة والسلام صيامها فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر ) وتصديق لذلك قال الله تعالى {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها }.
أتمّ الله علينا جميعآ تمام شهر شعبان ، وبلغنا شهر رمضان نحيي ليله بالقيام وتلاوة القرآن ، ونهاره بالصيام ، وفعل الخيرات .
وكل عام وانتم بخير .
نبيه بن مراد العطرجي
مكة المكرمة