الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإنه عندما نتحدث عن يوم التأسيس للملكة العربية السعودية، فيجب أن نحمد الله ونثني عليه على ما من به علينا من نعم، فقد كنا شتات متفرقين، وكنا قبائل متناحرة متناثرة، يغير بعضنا على بعض ، وكنا لا نأمن على طريق ولا نثق برفيق ، حتى قيض الله لنا دعوة المصلح محمد بن عبدالوهاب ،الذي أيده وناصره الإمام محمد بن سعود رحمهما الله رحمة واسعة، حيث رفعوا راية التوحيد ( لا إله الا الله محمدا رسول الله)خفاقة عالية في ربوع الجزيرة بطولها وعرضها، فتنازل كل منتسبا منا لقبيلته ورضي بالوحدة وانظم تحت لواء التوحيد وأصبح من إخوان من طاع الله، في كيان عامر اتخذ من القرآن والسنة منهجه، ذلك الكيان هو(المملكة العربية السعودية) التي بناها وحرص على استمرارها المغفور له (الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن) رحمه الله، وتلاه من بعده أبنائه وأحفاده، فرفعوا راية التوحيد ورسخوا مفهوم العقيدة لله الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا ند، وعلينا كمواطنين أن نحافظ على وحدتنا وأن نسأل الله أن يعلي رايتنا راية التوحيد، وأن يهدي ضالنا ويثبتنا على الحق ويجعلنا أكثر تمسكا بكتاب الله وسنة نبيه، وكما جعل بلدنا قبلة للمسلمين ،إن يجعلنا قدوة للمسلمين في شتى بقاع العالم في المحافظة على قيمنا وأخلاقنا وحسن اتباعنا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،وأن يجعل ولاة أمرنا هداة مهدين لا ضالين ولامضلين وأن يكلأنا برعايته وحفظه إنه سميع مجيب الدعاء.وإن يجعلنا حاكما ومحكوما ممن يصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى:( كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ). (١١٠)آل عمران.
المخلص
اللواء الركن الدكتور
حسين بن عبدالله آل مفتاح القحطاني- الرياض